الخميس، أبريل 14، 2011

النية في طلب العلم


النية في طلب العلم
العلم من أهم مقومات التمكين للأمة الإسلامية لأنه من المستحيل أن يمكن الله تعالى لأمة جاهلة متخلفة عن ركاب العلم والناظر إلى القرآن الكريم يرى في وضوح أنه ذاخر بالآيات التي ترفع من شأن العلم وتحث على طلبه وتحصيله فأول آية من كتاب الله تعالى تأمر بالعلم والقراءة قال تعالى { إقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم } العلق: 1. وكذلك يجعل القرآن الكريم العلم مقابلا للكفر الذي هو الجهل والضلال قال تعالى { أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب } الزمر: 9. وإن الشيء الوحيد الذي أمر الله تعالى رسوله e أن يطلب منه الزيادة؛ هو العلم قال تعالى { وقل رب زدني علما } طه: 114.
 إن العلم والفقه الصحيح الكامل في العقائد والشرائع والآداب وغيرها لا يكون إلا عن طريق الوحي المنزل – قرآنا وسنة – والتزام الدليل الشرعي هو منهج الذين أنعم الله عليهم.
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعاملون مع العلم الصحيح ليس كحقائق علمية مجرده يتعامل معها العقل فحسب دون أن يكون لها علاقة بالقلب والجوارح. بل لقد أورثهم العلم بالله سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله؛ محبته والتأله إليه والشوق إلى لقائه وأورثهم تعظيمه والخوف منه والحذر من بأسه وعقابه وبطشه ونقمته وأورثهم رجاء ما عنده والطمع في جنته ورضوانه وحسن الظن به.. فاكتملت لديهم بذلك آثار العلم بالله والإيمان به ، وهذه المعاني الوجدانية هي المقصود الأعظم من تحصيل العلم وإذا فقدت فلا ينفع مع فقدها علم بل هو ضرر في العاجل والآجل.
  اطلب العلم ولا تكسل فما                    أبعـد الخير عن أهل الكسـل
  احتفل للفـقه في الدين ولا                    تشتـغل عنـه بـمال وحول
  واهجر النوم وحـصله فمن                    يعرف المطلوب يـحقر ما بذل
  لا تقل قـد ذهبـت أربابه                   كل من سار على الدرب وصل
- لماذا نطلب العلم؟
* النية الأولى:
1-  تأدية للفرض الواجب علينا قال e (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) صحيح الجامع2/ 3913.
2-لنعبد الله تعالى على بصيرة فإن من شروط قبول العمل: المتابعة لرسول الله e.
3-  لرد الشبهات والصبر على الشهوات.
4-  للتفقه في الدين قال e (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) البخاري:1/150،مسلم:1037.
5-  لتمييز الحق من الباطل.
* النية الثانية: للفوز بأجر طلب العلم وتحصيله..
1-  سبب لخشية الله تعالى، قال عز جل: { إنما يخشى الله من عباده العلماء } فاطر: 28.
2-  يرفع الدرجات قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } المجادلة: 11.
3-  سبب لمغفرة الذنوب قال e (( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيح الجامع2/ 3914.
4-  يسهل دخول الجنة قال e (( ما خرج رجل من بيته يطلب علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة )) صحيح الجامع2/ 5617.
5-  يرضي الملائكة، قال e (( ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع حتى يرجع )) صحيح الجامع2/ 5702.
6-  من أفضل الأعمال إلى الله تعالى قال e (( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله عز وجل وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )) صحيح الجامع2/ 4213. وقال e (( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب )) صحيح الجامع2/ 4212. وقال e (( فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة )) صحيح الجامع2/ 4214.
7-  العلم أعظم كنز في الدنيا قال e(( إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما )) صحيح الجامع1/ 2609.
8-  العلم طريق إلى الخير قال e (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) البخاري:1/150،مسلم:1037.
9-  العلم باب عظيم من أبواب الخير فهو يفتح مجالا واسعا للدعوة إلى الله تعالى .
10-  العلم يبلّغ درجة الحاج، قال e (( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته )) صحيح الترغيب والترهيب:82.
11-  العلم نور يضيء القلب ويطفئ ظلمة الجهل. قال الشافعي يرحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي             فأرشـدني بترك المعاصي
وقال اعـلم بأن العـلم نـور           ونور الله لا يهدى لعاصي.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في الجهل..
1-  الجهل السبب الأول للكفر والانحراف،وللمذاهب الضالة،ولجميع المعاصي فإما أن يكون جهل بمراقبة الله تعالى وصفاته، وإما أن يكون جهل بالعمل نفسه ، فلا يدري هل هو حلال أم حرام، أو سنة أو بدعة.
2 –  الجهل سبب للضلال فقد سمى الله تعالى النصارى ( الضالين ) فلو تعلم النصارى لعلموا أن الإسلام حق.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق