الخميس، أبريل 14، 2011

المسارعة إلى الجنة


 ( المسارعة إلى الجنة )
قال تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين } آل عمران: 133.
وصف الله تعالى الجنات في كتابه وصفا دقيقا يقوم مقام العيان في أكثر من سورة في القرآن وأكثر ذلك في سورة الواقعة، والرحمن، وهل أتاك حديث الغاشية، والإنسان، ويبين ذلك أيضا نبينا محمد e بأوضح بيان فنذكر هنا ما بلغنا من الأخبار الصحيحة.
إن الله تعالى أمر نبيه e أن يبشر بالجنة من آمن وعمل صالحا قال تعالى { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } سورة البقرة: 25. والصحابة الكرام كانوا دائما يسألون النبي e عن الأعمال التي تدخل الجنة وهذا دليل على حرصهم عليها وعلى الأعمال التي تقربهم إليها ودخول الجنة هو الفوز الحقيقي، قال تعالى { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } آل عمران: 185. كما أن الإيمان وطاعة الله ورسوله من أهم أسباب دخول الجنة، قال تعالى { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم } النساء: 13.
نعيم الجنة يفوق الخيال ولا يوصف قال تعالى في الحديث القدسي (( أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )) رواه البخاري6/ 230، ومسلم: 2824، والجنة مسماها ليس مجرد الأشجار والأنهار والحور والقصور والذهب والفضة واللبن والخمر؛ وإنما مسمى الجنة الحقيقي اسم لدار النعيم المطلق الكامل وأعلى درجات النعيم هو التمتع بالنظر إلى وجه الله تعالى .
فهيا بنا لنمتع أنفسنا بوصف الجنة ونعيمها ونعيش فيها بأرواحنا ونحن في الدنيا ونشوّق قلوبنا لها لتعلو همتنا ونسارع في الخيرات لننعم بدخولها..

1-  الجنة دار الخلود، قال تعالى { ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا } الطلاق: 11. وقال e في الحديث (( ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت )) البخاري:4730، ومسلم:2849.
2-      بناؤها: قال e (( الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر )) صحيح الجامع1/ 3116.
3-     أبوابها: قال تعالى { جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } ص: 50. وقال e (( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة )) رواه البخاري4/ 96، ومسلم: 1027 .
4-          ترابها قال e (( تربتها الزعفران )) صحيح الجامع1/ 3116.
5-          حصباؤها: قال e (( وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت )) صحيح الجامع1/ 3116.
6-     أشجارها: قال تعالى { ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا } الإنسان: 14. وقال e (( إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد – أي الفرس – المضمر السريع مائة سنة ما يقطعها )) البخاري11/ 366، ومسلم: 2828.
7-     أنهارها: قال تعالى { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } محمد: 15. وقال e (( الكوثر نهر في الجنة؛ حافتاه من ذهب، ومجراه على الدرر والياقوت تربته أطيب ريحا من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج )) صحيح الجامع2/ 4615.
8-      عيونها: قال تعالى { إن المتقين في جنات وعيون } الذاريات: 15. وقال تعالى { عينا فيها تسمى سلسبيلا } الإنسان: 18.
9-      قصورها: قال e (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب..)) السلسلة الصحية:1405. وقال e في الحديث: (( فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من اللؤلؤ والزبرجد ) البخاري:7517
10-       مساكنها: قال تعالى { ومساكن طيبة في جنات عدن } التوبة: 72. وقال تعالى { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار } الزمر: 20. وقال e (( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام )) صحيح الجامع1/ 2123. واعلم أخي المسلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو والصفة بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال فبعضها أعلى من بعض وأرفع قال e (( إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكواكب في السماء )) البخاري11/ 356، مسلم: 2830. وقال e (( الجنة مائة درجة مابين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة، وأوسطها وفوقه عرش الرحمن، ومنها يتفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس )) صحيح الجامع:1/3121. وقال e (( يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه )) صحيح الجامع2/ 8821.
11-       خيامها: قال تعالى { حور مقصورات في الخيام } الرحمن: 72، وقال e (( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا )) البخاري8/ 479، ومسلم: 2838.
12-       أسواقها: قال e (( إن في الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم)مسلم: 2833. وفي رواية أخرى (( فتحثو في وجوههم وثيابهم المسك، فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلهم والله لقد ازددتم حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا)) مسلم:2833
13-       جناتها: قال تعالى { ولمن خاف مقام ربه جنتان } الرحمن: 46. وقال تعالى { جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار } البينة: 8. وقال e (( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما )) صحيح الجامع1/ 3101.
14-       فُرشها: قال تعالى { متكئين على فرش بطائنها من إستبرق } الرحمن: 54. أي: حرير، وقال تعالى { على سرر موضونة. متكئين عليها متقابلين } الواقعة: 15 ، موضونة: منسوجة من الذهب بإحكام.
15-       آنيتها: قال تعالى { ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا . قوارير من فضة قدروها تقديرا } الإنسان: 15. قوارير من فضة: أي أنها من فضة يرى باطنها من ظاهرها كالزجاج. وقدروها تقديرا: أي على قدر ري الشاربين من غير زيادة ولا نقصان وذلك ألذ للشارب، وقال e (( آنيتهم فيها الذهب )) البخاري6/ 230، 232 ومسلم: 2834، 15.
16-       لباسهم وحليهم: قال تعالى { عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة } الإنسان: 21. وقال تعالى { ولباسهم فيها حرير } الحج: 23. وقال e (( لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )) البخاري:2769. وقال e (( لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدى أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم )) صحيح الجامع:2/5251. وقال e (( أمشاطهم الذهب )) البخاري6/ 230، ومسلم: 2834، وقال تعالى { يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا } الحج: 23. وقال e (( لا تبلى ثيابهم )) صحيح الجامع1/ 3116.
17-       أزواجهم: قال تعالى { وزوجناهم بحور عين } الطور: 20. قال e (( أزواجهم الحور العين وفي رواية: لكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقيها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا )) البخاري:3245، مسلم: 2834،. وقال e (( للشهيد عند الله سبع خصال.... ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين )) صحيح الجامع2/ 5182. وقال e (( إ ن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء )) السلسلة الصحيحة:367، أما إذا اشتهى الولد، قال e (( المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي )) صحيح الجامع2/ 6649.
أما النساء في الجنة فيعطيهم الله تعالى أضعاف جمال الحور العين قال تعالى { إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكارا. عربا أترابا } الواقعة: 35. فالله تعالى يعطي للرجال الحور العين وللنساء الجمال وهذا ما يشتهيه كل واحد منهما.
18-       طعامهم: قال تعالى { ولهم فيها من كل الثمرات } محمد: 15. وقال تعالى { وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون } الواقعة: 20. قال تعالى { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } الزخرف: 71. وقال e (( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون، قالوا: فما بال الطعام قال: جشاء أو رشح كرشح المسك )) مسلم:2835
19-       شرابهم: قال تعالى { يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ومزاجه من تسنيم عينا يشرب به المقربون } المطففين: 25. وقال تعالى { يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين . لا فيها غول ولا هم  عنها ينزفون } الصافات: 45. وقال تعالى { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } الإنسان: 21.
20-       نعيمهم الأعظم: قال e (( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟ فيكشف الحجاب – أي يكشف الله تبارك وتعالى الحجاب بينهم وبينه فيرونه جل جلاله – فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم )) رواه مسلم: 181.
 فالجنة فيها كل ما يشتهيه المؤمن ويتمناه وهذا الوصف ليس على سبيل الحصر فلو وصفناها وصفا كاملا لما كفّت الكتب والأقلام ويكفي قول اله تعالى { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون . وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعلمون } الزخرف: 71. وقال e (( إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إنّ لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا )) رواه مسلم: 2837.
إن الطريق إلى الجنة طريق يحتاج إلى مجاهدة وصبر وعمل فالطريق ليس مفروشا بالورود والرياحين، قال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } آل عمران: 142. وقال e (( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) البخاري:6487،مسلم:2822. فلابد على كل مسلم أن يسارع في عمل الخيرات وترك المعاصي والشهوات ليحظى بجنة عرضها الأرض والسموات وفي جوار الكريم واسع الرحمات فمن دخلها فقد فاز فوزا عظيما لا يشقى بعده أبدا ويخلد فيها طول المدى.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق