القسم الثاني:
النية في المعاملات
عجبت لمن سار نحو الهوى كسير الفراشات نحو البريق
وإسلامنا فيـه إعـزازنا وفيـه تنال جميع الحقوق
إعلم أخي المسلم أن من أعظم نعم الله تعالى علينا أن وفقنا للهداية لدين الإسلام فهو أفضل الأديان وأقومها، فقد منح كل ذي حق حقه وأنزل كل ذي منزلة منزلته، فللنفس حق يجب أن تعطاه، وللأهل حق يجب بذله لهم وللأصحاب حق يجب ألا يحرموه، وللمعلم كذلك حقه الذي لا بد من الوفاء له به، فديننا ولله الحمد يأمر بجميع مكارم الأخلاق، وينهى عن جميع مساوئ الأخلاق، فعلينا أن نشكر الله تعالى على ما أنعم علينا به من هذا الدين القويم، ونقيد هذه النعم بالعمل بما أنزل الله عز وجل، وبما جاء به النبي e ظاهرا وباطنا.
قال e: (( إن لأهلك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا )) صحيح الجامع2/ 7946.
**
الأخلاق الإسلامية
إعلم أخي المسلم أن الأخلاق هي العامل الأول لتحسين المعاملات، والخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة وهي قابلة بطبعها لتأثير التربية الحسنة والسيئة فيها، فإذا ما رُبِّيَت هذه الهيئة على الفضيلة والحق، والرغبة في الخير وحب المعروف وروِّضَت على حب الجميل وكراهية القبيح أصبح ذلك طبعا لها تصدر عنه الأفعال الجميلة بسهولة ومنها: الصبر، والكرم، والعدل والإحسان والحياء.. وما إلى ذلك من الفضائل الخلقية، والكمالات النفسية.
كما أنها إذا أهملت فلم تهذب التهذيب اللائق بها ولم يعن بتنمية عناصر الخير الكامنة فيها أو رُبِّيَت تربية سيئة حتى أصبح القبيح محبوبا لها والجميل مكروها عندها وصارت الرذائل والنقائص من الأقوال والأفعال، تصدر عنها سميت تلك الأقوال والأفعال: خُلقاً سيئ ومنها الخيانة والكذب والجفاء والغلظة والجزع، وغيره.
ومن هنا نوه الإسلام بالخلق الحسن ودعا إلى تربيته بين المسلمين، وتنميته في نفوسهم واعتبر إيمان العبد بحسب فضائله، وإسلامه بحسب خلقه ومن علامات حسن الخلق: كف الأذى، وكثرة الحياء، وصدق اللسان، وقلة الكلام وكثرة العمل، وكثرة الإصلاح وأن يكون وصولا وقورا صبورا شكورا لا سبابا ولا لعانا ولا حقودا ولا بخيلا ولا حسودا.
إن أخلاق المسلم الفاضلة وكل خصاله الحميدة، إنما هي مستقاة من ينابيع الحكمة المحمدية أو مستوحاة من فيوضات الرحمة الإلهية..
ولقد لخصت عائشة رضي الله عنها أخلاق النبي e في كلمات قليلة فقالت: (( كان خلقه القرآن )) صحيح الجامع2/ 4811.
لقد كان محمد e قرآنا متحركا في دنيا الناس، رأى الناس صدقه ونبله وعفته وشرفه وحياءه وكرمه وبطولته وشجاعته، وعزته ورجولته وسخاءه وعبادته وخشوعه وجهده وورعه وتقواه فعلم الناس يقينا أن هذا المنهج ما أنزله الله إلا ليتحول في دنياهم إلى واقع عملي وإلى منهج حياة.
فالإسلام هو دين الخلق قال e (( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) صحيح الجامع1/ 2349. ومن ثم زكى الله عز وجل نبيه e فقال تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } القلم: 4.
وها أنا أقدم لك في (( باب المعاملات )) النية على النحو الآتي:
1- النية الأولى: لماذا أعمل؟ (( بر الوالدين، صلة الأرحام، معاملة الجيران..))
2- النية الثانية: لأفوز بفضل (( بر الوالدين، صلة الأرحام.. مع ذكر بعض الفضائل..))
3- النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير المذكور عنها، وذكرنا بعض التحذيرات.
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق