السبت، أبريل 16، 2011

التوازن في شخصية: الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم




التوازن في شخصية: الحبيب محمد

قال تعالى: [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) ] التوبة. لقد لخصت عائشة –رضي الله عنها- زوجه النبي  حياة وأخلاق وصفات النبي  في كلمات قليلة. فقالت: "كان خلقه القرآن" صحيح الجامع:2/4811 فكيف نصف إنسان عظيم كان خلقة القرآن! القرآن .. الذي جاء شفاء وهدى ونور ورحمة للعالمين.
لقد كان النبي  القدوة والقمة والمثل الأعلى في كل خير. وقد حقق التوازن على أتم وأفضل وأقوم وجه. بل هو من علمنا التوازن والوسطية في الإسلام. فاللهم صلى عليه أفضل صلاة، وسلم عيه أزكى تسليم، عدد كل شيء خلقته وعدد كل شيء تعلمه.. وجازه بأفضل ما جازيت نبي عن أمته.
وهل يوجد مخلوقاً على وجه الأرض أعظم وأفضل من رسول الله ؟
*لقد كان: أتقى الناس وأخشاهم لله وأعلمهم به سبحانه وأعظمهم فيه جهاداً وعبادةً وعملاً. 
*كان  أشجع الناس وأكثرهم إقداماً وجرءاً في مواجهه الأعداء وكان أصحابه يتقون به ويحتمون خلف ظهره في الحروب وعند ملا قات الأعداء.
*كان  شجاعاً جريئاً في الحق لا يخشى في الله لومت لائم.



*كان  قائداً فذاً وسياسياً محنكا وإدارياً كفئاً، حكيما بعيد النظر، أسس دولة الإسلام في المدينة وعقد المعاهدات والمواثيق وأرسل الرسل والسفراء.
*كان  مناظراً ومحاوراً لا يشق له غبار، شديد الإقناع والتأثير بالحجة والدليل الناصع .
*كان  يدعوا إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنه، ويحاور بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا.
*كان  حليماً لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله تعالى.
*كان  كريماً يتصدق ويعطي المحتاج وينفق في سبيل الله ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر و يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة.
*كان  رحيماً يعطف على المساكين وينصر المظلومين ويمشي في حوائج المحتاجين- خبأ دعوته شفاعه لأمته ورحمة بنا في يوم عصيب.
*كان  زاهداً ورعاً تقياً لا تغريه الدنيا وزينتها.
*كان  عادلاً لا يظلم، يأخذ الحق للمظلوم ويعاقب الظالم.
*كان  دائم البشر ضحكه التبسم، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صاخب ولا فاحش.
*كان  يجيب الدعوة ويكون في خدمة أهله، ويعود المريض ويقبل عذر المعتذر.
*كان  يصل الرحم ويكرم الضيف ولا يقطع على أحد حديثه ولا يتكلم في غير حاجة.
*كان  يحب الطيب والروائح الحسنه، حريصاً على النظام والنظافة وحسن المظهر.
*كان  حريصاً على هداية الناس جميعاً وإنقاذهم من الضلال في الدنيا والعذاب في الآخرة.
*كان  جادا في الحق ومتمسكاً به، لا يرد السيئة بالسيئة، إنما يرد السيئة بالحسنة ويعفو ويصفح.
*كان  أكثر الناس صدقا ًووفاءً وكان أحلم الناس وأوسعهم صدرا وكان طيب العشرة دمث الخلق
وكان قرآناً يمشي على الأرض.
*كان  أكثر الناس تواضعاً، يعرف الفضل لذوى الفضل ولا ينسى الإحسان، ويكافئ على المعروف ويقبل الهدية ويرد بأحسن منها. 
*كان  يفشي السلام ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويصلي بالليل والناس نيام، ويساعد المحتاج.
*كان  أميناً لا يخون العهد ويفي بالوعد، وكان أكثر الناس ذكراً لله وذكراً للموت واستعداداً للآخرة.
*كان  كثير البكاء رقيق القلب يرحم الأرملة والمسكين والمصاب، ويوصي بالنساء والأيتام..
*كان  يعرف للناس حقوقهم ويقدر العاملين ويثني عليهم ويخاطب الناس على قدر عقولهم.  
*جمعت له كل الخصال الحسنة، ومحيت عنه جميع الخصال السيئة، مدحه ربه من فوق سبع سماوات، فقال عز وجل: [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)] القلم. وصدق الله تعالى حيث قال: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)] الأنبياء.
لقد كان  قرآنا متحركا في دنيا الناس ولقد بلغ القمة في الجمال والجلال والروعة.. فعلم الناس يقينا أن هذا المنهج ما أنزله الله تعالى إلا ليتحول في دنياهم إلى واقع عملي، وإلى منهج حياة، وليكون الرسول  القدوة الأولى للإسلام. قال تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)] الأحزاب.
*********************
قدوتنا الأولى.
لقد علم الكفار شدة تعلق المسلمين وحبهم لرسولهم وإتباعهم منهجه واتخاذه القدوة الأولى في حياتهم.. فلا  أحدا يستحق الاقتداء مثله صلوات الله وسلامه عليه. لأنه بلغ القمة والمثل الأعلى في كل خير ومات على ذلك.
كما وجدوا أن محاربتهم لدين الإسلام لا تأثر شيء كثيرا على الإسلام. فقد مرت الأمة الإسلامية بفترات من الاستضعاف والاحتلال.. ومن أشد تلك المعاناة التي جرت للأمة الإسلامية.. حين هجم عليها التتار، وليس من العجيب أن يهجم عليها أعدائها؛ إنما المستغرب أن الأمة الإسلامية لا تزال محافظة على دينها وعقيدتها، رغم شراسة عدوها، فقد قتل من المسلمين حين ذاك أكثر من 2مليون! ومن المعلوم في الدراسات الاجتماعية أن الدولة الغالبة تأثر بأفكارها وعقائدها على الدولة المغلوبة، ومع ذلك -أي الانتصار الكبير لتتار واحتلالهم بلاد المسلمين حين ذاك- نجد أن المسلمين لم يتأثروا، بل الصورة أصبحت مغايرة تماما، فأعدائهم بدئوا يدخلون في الإسلام!! ومثل ذلك تمام في الحروب الصليبية الشرسة.. فقد توالت حملات صليبية على بلاد المسلمين في الشام.. كان الصليب عنوانها، جاءوا من أوروبا يحملون عقائدهم وأفكارهم.. واقتحموا الديار وسيطروا عليها.. ومع ذلك لم يتنصر أحد!!
أقلق هذا الوضع أعداء الإسلام. وأخذوا يدرسون ذلك الوضع دراسة جيدة، لماذا لا يتنصر القوم؟ لما لم ينحرفوا عن إسلامهم؟؟ رغم ما يعيشون عليه من ذل وهوان واستضعاف!! بالمقابل كانوا يرون أن المسلمين إذا مضوا فاتحين.. أقبلت الأمم على الإسلام دون تردد!
وأخيرا وصلوا.. قالوا: المشكلة تكمن في: القرآن ورسول الإسلام. ولا بد أن نحطم هذا الكتاب وتلك الشخصية (القدوة) فهما المصدرين الأساسيين للمسلمين اللذان لا يتغيران أبدا إلى يوم القيامة.
فأعداء الإسلام لم يجدوا قدوة تستحق فعلا الاقتداء.. حتى قساوستهم ورهبانهم الذين كانوا يثقون فيهم.. فقد ظهر فيهم الشذوذ، والاعتداء على الأطفال واغتصاب النساء، وأكل أموال الحرام..!!
فبدأ أعدا الإسلام محاولة تشويه تلك القدوة العظيمة للمسلمين. فألفوا كتاباً ليكون بديل عن القرآن باسم: "الفرقان الحق" من قرأ ذلك الكتاب يتيقن جزما أن صاحبة بلغ القمة في الغباء والسفه.. فالمسلمون يعرفون دينهم.. ويعرفون دين النصارى.. وقادرون على التفرقة بين دينهم وهذا الكتاب المزيف .. الذي في الأصل كتاب من كتب وتآليف النصارى! فقد ذكروا فيه دينهم وآلهتهم وعقائدهم.. ولو كان عندهم من الذكاء الشيء القليل لما صاغوه بهذه الطريقة المكشوفة الكاذبة. فلو جئنا بأقل المسلمين إيمانا لعلم أن ذلك الكتاب ليس قرانا أبدا! ثم هل يكون هذا الكتاب جديد ظهر فجأة أجاء رسول جديد أم ماذا؟! 
المسلمون عاشوا قرونا على القرآن.. ولديهم العلم اليقين أنه لا يتغير فلا يزداد فيه ولا ينقص، فهو ليس ككتبكم ودياناتكم المحرفة! 
ثم حاولوا تشويه الرسول  بتلك الرسوم والأفلام التافهة التي تصدر واحدة تلو الأخرى ..محاولة لصد المسلمين عن قدوتهم! ولكن.. لقد ازداد المسلمين تعرفا على رسولهم وحبا واقتداء به!!
قال تعالى:[ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)] التوبة.
وأخيرا.. ماذا استفاد أعدا الدين من كل تلك الحروب والاعتداءات والاستهزاءات ؟!! 
__________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق