السبت، أبريل 16، 2011

توازن الإسلام في العدل وإقامة الحدود


توازن الإسلام في: العدل وإقامة الحدود..


لقد أرسل الله تعالى جميع الرسل بالكتب والمعجزات... ليقوم الناس بالعدل. قال تعالى: [لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... (25)] الحديد. 
فالعدل هو مبدأ الرسالة، والغاية الكبرى من إرسال الرسل، وهو الهدف الأول الذي تقام عليه جميع الحياة، وجميع الأجناس، وكل العوالم الأخرى.. 
والعدل. ليس جديدا في الإسلام! بل جميع الشرائع قبله، جاءت بالعدل وللعدل، ثم خُتمت تلك الشرائع بشريعة الإسلام، التي هي أفضل وأقوم وأعدل الشرائع. قال تعالى: [اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ .. (17)] الشورى.
جاء الإسلام. ليقام الحق والعدل في الأرض، فبعد أن كانت البشرية تتخبط في ظلمات الجهل والضلال والظلم والاعتداء وأخذ الحقوق، واعتداء الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والشريف على الوضيع.. جاء الإسلام ليحقق العدل بين الناس جميعا، بلا تفرقة بين الأجناس والأنساب، بل وبين الديانات الأخرى!
فكل أحكام ونظم وشرائع الإسلام جاءت للعدل. فلنسر معا لنتأمل توازن الإسلام في قضية العدل بين الناس.. وكيف تقام أحكام القتل والقصاص وقطع يد السارق.. بالعدل! ثم لنحكم هل تلك الأحكام عدل أم ظلم؟!


**************
إن حقوق الإنسان أصلب وأمتن قاعدة في النظام الإسلامي، والإسلام يضع القوانين والأحكام المناسبة للبشر ولكل عصر التي فيها العدل والنفع للجميع، فالإسلام مثلاً يوجب العقاب على مرتكبي جريمة- القتل الخمر الزنا..- وهذه الأحكام والعقوبات التي وضعها الإسلام رادع لمن أراد أن يرتكبها، وحفاظاً على أعراض المجتمع فعندما يتيقن القاتل أنه مقتول فهل سيتجرأ على القتل؟ وعندما يعلم العابث بالنساء والأطفال العقاب فهل سيتجرأ على هذا العمل؟ وقد يشعر البعض بالشفقة والرحمة تجاه هؤلاء! لكن إذا تخيل أن المقتول هو قاتل أبيه أو أمه، أو الزاني هو الزاني بمحارمه أو أن السارق هو سارق أمواله وكنوزه الثمينة.. سيتمنى حينها أن يعاقب هذا المجرم بأفظع وأبشع أنواع العقوبات! فالإسلام يعامل أبناءه والمجتمع كله على أنهم أُسرة واحدة لا يجوز لأحد أن يتعدى على الآخر.. فالبشرية الآن تحترق بما تسمعه من جرائم القتل البشعة وانتهاك الأعراض ولو قاموا بتنفيذ حدود الإسلام لعاشوا مطمئنين سالمين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)] البقرة. وقال تعالى: [وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)]المائدة، وقال تعالى: [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)] المائدة.
*ندرك من هذه الشريعة التي تبينها الآيات، سعه آفاق الإسلام؛ وبصره بحوافز النفس البشرية عند التشريع لها، ومعرفته بما فطرت عليه من النوازع..
إن الغضب لدم فطرة وطبيعة، فالإسلام يلبيها بتقرير شريعة القصاص، فالعدل الجازم هو الذي يكسر شره النفوس، ويردع الجاني كذلك عن التمادي، ولكن الإسلام في الوقت ذاته يحبب في العفو، ويفتح له الطريق، ويرسم له الحدود، فتكون الدعوة إليه بعد تقرير القصاص، دعوة إلى التسامي في حدود التطوع، لا فرضا يكبت فطرة الإنسان ويحملها ما لا تطيق.
وقوله تعالى: [وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ]
تنكشف هنا الحكمة الأخيرة وأهدافها.. إنه ليس الانتقام، وليس إرواء الأحقاد! إنما هو أجل من ذلك وأعلى. إنه للحياة! وفي سبيل الحياة! 
والحياة التي في القصاص تنبثق من كف الجناة عن الاعتداء ساعة الابتداء، فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنا لحياة من يقتل! جدير به أن يفكر ويتردد، كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل، شفائها من الحقد والرغبة في الثأر؛ الثأر الذي لم يكن يقف عند حد في القبائل العربية، حتى لتدوم معارك متقطعة أربعين عاما!
فلا يردع الظالم شيء كردعه بأن تنفذ عليه نفس الأعمال التي يقوم بها، ليشعر بالآخرين وبالظلم الذي يقوم عليهم، إحساسا يمنعه من الاعتداء على حقوق الآخرين، ويوقفه عند حده*.
وكما قال تعالى في الآية، أن النفس بالنفس، فمن اعتدى على عين أو أذن أو جرح.. فعل به كما فَعَل بالمظلوم. كذلك السرقة وشرب الخمر وجميع الجرائم الأخرى. يعاقب فاعلها حتى لا يتجرأ على حقوق الآخرين. فالشريعة جاءت لمقاصد خمس: "حفظ الدين، والعقل، والنفس، والنسل، والمال "
*قال تعالى في نهاية الآية: [لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]
هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عند الاعتداء، الاعتداء بالقتل ابتداء، والاعتداء بالثأر أخيرا.
التقوى: حساسية القلب وشعوره بالخوف من الله تعالى، وطلب رضاه والخوف من غضبه عزوجل. إنه بغير هذا الرباط لا تقوم شريعة، ولا يفلح أي قانون، ولا تكفي التنظيمات الخالية من الروح والحساسية والخوف والطمع في قوة أكبر من الإنسان.
وهذا ما يفسره لنا ندرة عدد الجرائم التي أقيمت فيها الحدود على عهد النبي ، وعهد الخلفاء الراشدين، ومعظمها كان مصحوبا باعتراف الجاني نفسه طائعا مختارا. لقد كانت هناك التقوى. كانت هي الحارس اليقظ في داخل الضمائر، تكفها عن مواضع الحدود. وكان هناك ذلك التكامل بين التنظيمات والشرائع من ناحية، والتوجيهات والعبادات من ناحية أخرى، تتعاون جميعا على إنشاء مجتمع سليم التصور، سليم الشعور، نظيف الحركة نظيف السلوك، لأنها تقيم محكمتها الأولى في داخل الضمير !!
ولأن الفواحش ذات إغراء وجاذبية.. فسدا لذرائع، واتقاء للجاذبية التي تضعف منها الإرادة، حُرمت الطرق الموصلة إليها، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ .. (21)] النور. فهذا الدين لا يريد أن يُعرّض الناس للفتنة ثم يكلف أعصابهم عنتا في المقاومة ! فهو دين وقاية، قبل أن يقيم الحدود، ويوقع العقوبات، وهو دين حماية لضمائر والمشاعر والحواس والجوارح، وربك أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير.
فالإسلام لا يشدد في العقوبة هذا التشديد، إلا بعد تحقيق الضمانات الوقائية من وقوع الفعل، ومن توقيع العقوبة، إلا في الحالات الثابتة التي لا شبه فيها، فالإسلام منهج حياة متكامل، لا يقوم على العقوبة؛ إنما يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة، ثم يعاقب بعد ذلك من يدع الأخذ بهذه الأسباب الميسرة، ويتمرغ في الوحل طائعا غير مضطر، فقد وفر الإسلام ضمانات كثيرة جدا .. فإذا وقعت الجريمة بعد هذا كله وقع واستحق العقاب*.
____________________
الإسلام يرفض الرفض الشديد لظلم. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)] النساء، وقال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)] يونس، وقال تعالى: [وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)] فصلت، وقال تعالى: [وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)] الكهف. وقال  في الحديث القدسي: فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: [ يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا .. " صحيح مسلم - الرقم: 2577
ولقد أمر الله عز وجل نبيه  أن يحكم بين الناس جميعا بالعدل، على اختلاف الأنساب والديانات.. قال تعالى: [  فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)]الشورى.
وقد أقام وحكم الرسول  بالعدل على أحسن وأكمل وجه، فعن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله  فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله  فكلمه أسامة فقال رسول الله : (أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) خ/2[ 3288 ]، هذا هو عدل الإسلام !
وأمر الله تعالى جميع الناس أن يحكموا بالعدل، قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)] النساء، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) ] النساء. وقال تعالى: [وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)]الأنعام. وقال : (إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها) خ/1[ 2326 ]
فجميع أحكام الله تعالى حق وعدل. وهو سبحانه خالق البشر ويعلم ما يصلح تلك النفوس وما يضبطها، وما يناسبها، فلا أفضل ولا أعدل من حكم رب البشر للبشر!! قال تعالى: [أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)] المائدة.
ولقد فرق الله تعالى التفرقة الحاسمة بين حال الذين يجترحون السيئات، وحال الذين يعملون الصالحات وهم مؤمنون، وكيف يسوي بينهم في الحكم، وهم مختلفون في ميزان الله تعالى، والله قد أقام السماوات والأرض على أساس الحق والعدل*، قال تعالى: [أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)]الجاثية، وقال تعالى: [هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)] آل عمران. فالجزاء عند الله تعالى على حسب العمل. قال تعالى: [فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)] يس.
هذا هو عدل الإسلام.. وقضية العدل في غاية التوازن في شريعة الإسلام. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)]النحل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق