- كتاب: التوازن في الإسلام
كتاب شامل ومفيد.. جميع الأحاديث فيه صحيحةيحتوي على 100 صفحة فقط**تحميل ملف وورد، 2003،2007*
http://sub3.rofof.com/06dnome2/Al-twazn_fy.html
-----------------------------------------------------------------
الفهرس: اضغط على الروابط ليفتح الموضوع مباشرة2- نعمة الإسلام. نعمة الإسلام3- ماهو التوازن.ما هو التوازن؟4- التوازن في الإسلام. التوازن في الإسلام5- أمة وسطا. وكذلك جعلناكم أمة وسطا20- التوازن في: العلم. توازن الإسلام في العلم28- التوازن في شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. التوازن في شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم29- العزة للإسلام. العزة للإسلام30- المراجع.المراجع والفهرس.______________________________________
إظهار الرسائل ذات التسميات التوازن في الإسلام. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات التوازن في الإسلام. إظهار كافة الرسائل
الأحد، أبريل 17، 2011
كتاب التوازن في الإسلام
المقدمة
M
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴿٦﴾ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿٧﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴿٨﴾ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴿٩﴾
مقدمةبسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد ،،
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدنا الله، وله الحمد أن شرفنا بالإيمان، وبين لنا الطريق المستقيم الذي يوصلنا إلى جنات النعيم. وله الحمد أن كرمنا على سائر البشر بنعمة الإسلام.
إن الإسلام هو النعمة العظمى، والرحمة الكبرى لبني الإنسان. فهو دين التوازن، جاء لينظم ويوازن حياة المسلم ليرقى به في جميع جوانب الحياة.
الإسلام.. ليس دين رهبنة وتعكف في الصوامع أو معجزات وخوارق.. ؛ إنما هو دين واقع وعمل..
وفي هذا الكتاب..
نسعى بكل جهودنا لنبين حقيقة الإسلام والتوازن القيم الذي جاء به الإسلام في جميع المجالات على منهج أهل السنة والجماعة، ولم نحط بكل الجوانب فهي كثيرة ومتنوعة! إنما اقتصرنا على زهرة من كل بستان وعلى مثال واحد من الحكم البالغة.. وما ذكر في هذا الكتاب فهو أقل من القليل عن رحمة وعظمة الإسلام وإلا ففضائل وقيم الإسلام لا يحيط بها بشرا لعظمها وشرفها!
وقد حاولت بعد الاعتماد على الله عز وجل، أن لا أضع في هذا الكتاب غير الأحاديث الصحيحة فما كان من صواب فما توفيقي إلا بالله. وما كان من خطأ أو نسيان فمني والشيطان.
إن الإسلام اليوم يتعرض لكثير من الاعتداءات والتشويهات.. فكان الواجب على كل مسلم أن يقدم شيئا ولو يسيرا دفاعا ونصرة للإسلام فكان من ذلك
كتاب: "التوازن في الإسلام"
الحمدلله على نعمة الإسلام
الحمد لله على نعمة الإسلام
الحمد لله أولا وأخرا، وظاهرا وباطنا، وسرا وجهرا.. له الحمد سبحانه عدد ما خلق، وملئ ما خلق، وله الحمد عدد ما في السماوات وما في الأرض, وله الحمد عدد ما نعلم ومالا نعلم. له الحمد وله الشكر والثناء الحسن. فهو إله واحد متفضل منعم كريم ودود لطيف شكور..
قال تعالى: [لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)] آل عمران.
ما ذا عسى أن نقول أو نكتب أو نعبر.. عن شكر الله تعالى بأن اختارنا وفضلنا على جميع العالمين بالإسلام ! فمهما قلنا أو كتبنا فلن نوفي أبدا حق هذه النعمة العظيمة.
كيف لنا أن نعبر عن نعمة انتشلتنا من وادي الحزن ورفعتنا إلى قمة الفرح وأخرجتنا من الغي والضلال والظلمات.. وأدخلتنا في عالم النور الذي لا ينطفئ أبدا.
التوازن في الإسلام
التوازن في الإسلام
الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمة الإسلام، ورضيه لنا منهجا للحياة ومرجعا وأصلا نتحاكم إليه ونقتبس النور منه، وبين فيه جميع متطلبات الإنسان وما يدور حوله، بأوضح بيان، وأسمى وأرقى نظام، وأدق وأحكم اتزان. إنه دين الوسطية و التوازن والنظام..
إن التوازن والاعتدال أمر مطلوب في الحياة, سواء في حياة الإنسان أو الحيوان أو النبات. بل في الكون كله أجمع. فلا تستقر الحياة ولا يتحقق العيش الكريم إلا بالتوازن في كل شيء.
فنظراً لأهمية التوازن في حياة المسلم, ولِبعد بعض الناس اليوم عن النظرة المتوازنة للأمور بدون إفراط ولا تفريط , كان هذا الكتاب ((التوازن في الإسلام))
إن من أراد النجاح لأي منهج أو قانون أو عمل أو مشروع، فلا بد له من التوازن والنظام، وإلا فإن نسبة النجاح تكون ضئيلة جدا إن كان هناك نجاح !
والتوازن في الإسلام الذي هو شريعة الله تعالى ودينه الذي ارتضاه لناس جميعا توازن وضعه رب العالمين خالق الكون وخالق الإنسان.
فعندما يضع الله تعالى التوازن في الخلق الذي خلقه بذاته العظيمة فلا أعدل ولا أحكم ولا أفضل من ذلك التوازن، لأنه من يد الخالق العالم بكل ما يحيط ويحدث في هذا العالم.
والمتتبع لآثار التوازن في الكون سيرى عظمة وحكمة الخالق والتوازن المطلق في جميع خلقة، فنظرة واحدة لتتابع الليل والنهار وتعاقب الشمس والقمر، أو لألوان الزهر، أو لكيفية عمل عضو واحد في جسم الإنسان. لكفيله لمعرفة التوازن الكامل في جميع خلق الله تعالى. فكيف بنا إذا أمعنا وتدبرنا في الكون كله من حولنا! لجدير بنا أن نؤمن الإيمان الكامل أن الكون مخلوق في أعلى قمة التوازن والنظام.
ما هو التوازن؟
ما هو التوازن؟
معنى التوازن:
التوازن هو: إعطاء كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص. أو النظرة المعتدلة للأمور بين أطراف متناقضة.
والمقصود: البعد عن طرف الإفراط والحماس الزائد والغلو والتشدد والمبالغة, كذلك البعد عن الطرف الآخر وهو التفريط والتهاون.
أهمية التوازن في الإسلام:
- البلوغ إلى المراد بيسر وسهوله وبدون مشقة وتكلف ومن ثم الوصول إلى دار القرار.
- الثبات على الصراط المستقيم فلا يتحقق الثبات إلا بالاعتدال والتوازن بدون إفراط ولا تفريط.
كذلك تظهر أهمية التوازن على مستوى الأمة, فضعفها يكون بسبب غلوها في جانب وتفريطها في جوانب أخرى.
وكذلك جعلناكم أمة وسطا
قال تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا] سورة البقرة.
يحدث الله تعالى هذه الأمة عن حقيقتها الكبيرة في هذا الكون، وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض، وعن مكانها العظيم في هذه البشرية، وعن دورها الأساسي في حياة الناس؛ مما يقتضي أن تكون لها قبلتها الخاصة، وشخصيتها الخاصة؛ وألا تسمع لأحد إلا لربها الذي اصطفاها لهذا الأمر العظيم.
إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعا, فتقيم بينهم العدل والقسط; وتضع لهم الموازين والقيم; وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد; وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها, وتقول: هذا حق وهذا باطل. لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها. وهي شهيدة على الناس, في مقام الحكم العدل بينهم. وبينما هي تشهد على الناس, فإن الرسول هو الذي يشهد عليها; فيقرر لها موازينها وقيمها; ويحكم على أعمالها وتقاليدها; ويزن ما يصدر عنها, ويقول فيه الكلمة الأخيرة. وبهذا تتحدد حقيقة هذه الأمة ووظيفتها لتعرفها, ولتشعر بضخامتها ولتقدر دورها حق قدره, وتستعد له استعدادا لائقا..
وإنها الأمة الوسط بكل معاني الوسط سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل, أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد, أو من الوسط بمعناه المادي الحسي.
التوازن في العقيدة الإسلامية
التوازن في : العقيدة الإسلامية
تموج المبادئ في مهدها ويبقى لنا المبدأ الخالدُ، مراكب أهل الهوى أدخمت نزولاً ومركبنا صاعدُ، سوانا يلوذ بعرافة وأسطورة أصلها فاسدُ، نسير ونسمع من حولنا نباحا ويغمقنا حاسدُ، يحدثنا الليل عن نفسه وفيه على نفسه شاهدُ، إذا عدد الناس أربابهم فنحن لنا ربنا الواحدُ.
قال تعالى: [أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف. قال رسول الله : (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)خ: 8/1
إن الإيمان يمنح المتاع والراحة والتلذذ بالوجود وما فيه من جمال .. والأنس بالحياة والكون*.
*الإيمان بإله واحد فقط. قال تعالى: [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)] البقرة.
إله واحد مستحق للعبادة والشكر، إله واحد بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله ومدبرٌ لكل هذا الوجود، إله واحد قادر على كل شيء وله ملك كل شيء، إله واحد ليس له مثيل ولا شبيه ولا ند ولا شريك ولا ولد ولا زوجه.... إنما هو إله واحد.
قال تعالى: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)] الإخلاص. فكم إلهه نعبد؟ ولمن تلتجئ من الآلهة في الضر؟ هل جميع الآلهة قادرون على فعل كل شيء؟ أم بعضهم أقوى من الآخر؟ وإذا كانوا متساوون في كل شيء فما فائدة تعداد الآلهة!! لم لا يكون إلهه واحد؟!
قال تعالى: [أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف. قال رسول الله : (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)خ: 8/1
*****
إن الإنسان بغير إيمان، ذليل صغير، ذليل المطامع، صغير الاهتمامات، ومهما كبرت أطماعه، واشتد طموحه، وتعالت أهدافه.. فإنه يظل مرتكسا في حمئة الأرض، مقيدا بحدود العمر، سجينا في سجن اللذات، لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بعالم أكبر من الأرض، وأبعد من الحياة الدنيا، عالم يصدر عن الله عز وجل، ويعود إلى الله تعالى، وتتصل فيه الدنيا بالآخرة*.إن الإيمان يمنح المتاع والراحة والتلذذ بالوجود وما فيه من جمال .. والأنس بالحياة والكون*.
***************
التوازن في عقيدة الإسلام:*الإيمان بإله واحد فقط. قال تعالى: [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)] البقرة.
إله واحد مستحق للعبادة والشكر، إله واحد بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله ومدبرٌ لكل هذا الوجود، إله واحد قادر على كل شيء وله ملك كل شيء، إله واحد ليس له مثيل ولا شبيه ولا ند ولا شريك ولا ولد ولا زوجه.... إنما هو إله واحد.
قال تعالى: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)] الإخلاص. فكم إلهه نعبد؟ ولمن تلتجئ من الآلهة في الضر؟ هل جميع الآلهة قادرون على فعل كل شيء؟ أم بعضهم أقوى من الآخر؟ وإذا كانوا متساوون في كل شيء فما فائدة تعداد الآلهة!! لم لا يكون إلهه واحد؟!
توازن الإسلام في الإيمان بالكتب والرسل
توازن الإسلام في: الإيمان بالكتب والرسل
لقد خلق الله تعالى الناس جميعا، وسخر لهم ما في السماوات والأرض، وصورهم فأحسن صورهم، وفضلهم على كثير ممن خلق..
خلقهم لمهمة عظمى، وهدف كريم، فكان لا بد من إرسال الرسل بالكتب ليعلموهم ويرشدوهم لهذه المهمة الكبرى، التي هي عبادة الله وحده، والخضوع والانقياد والتسليم له..
والغاية من إرسال الرسل، قول الله تعالى: [رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)] النساء.
إن دين الإسلام يقر بأن جميع الرسل مرسله من الله عز وجل، ويجب توقيرهم ونصرتهم وحبهم والصلاة عليهم جميعا، ورفعهم لأعلى مقامات التوقير والاحترام، والإيمان الجازم بأنهم وفوا وبلغوا ما أرسلوا به من عند الله عز وجل على أحسن وجه. بلا تفرقة بين أحد منهم، قال تعالى: [لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ...(285) ] البقرة. أي لا نفرق بينهم في الإيمان، بل نؤمن أنهم جميعاً رسل من عند الله حقا، وأن الشريعة المتبعة هي شريعة خاتم الرسل –محمد -
خلقهم لمهمة عظمى، وهدف كريم، فكان لا بد من إرسال الرسل بالكتب ليعلموهم ويرشدوهم لهذه المهمة الكبرى، التي هي عبادة الله وحده، والخضوع والانقياد والتسليم له..
والغاية من إرسال الرسل، قول الله تعالى: [رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)] النساء.
إن دين الإسلام يقر بأن جميع الرسل مرسله من الله عز وجل، ويجب توقيرهم ونصرتهم وحبهم والصلاة عليهم جميعا، ورفعهم لأعلى مقامات التوقير والاحترام، والإيمان الجازم بأنهم وفوا وبلغوا ما أرسلوا به من عند الله عز وجل على أحسن وجه. بلا تفرقة بين أحد منهم، قال تعالى: [لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ...(285) ] البقرة. أي لا نفرق بينهم في الإيمان، بل نؤمن أنهم جميعاً رسل من عند الله حقا، وأن الشريعة المتبعة هي شريعة خاتم الرسل –محمد -
توازن الإسلام في الإيمان بالآخرة
توازن الإسلام في: الإيمان بالآخرة
الحياة في المقصود الإسلامي - ليست هذه الفترة القصيرة التي تمثل عُمر الإنسان الفرد، وليست الفترة المحدودة التي تمثل عُمر الأمة من الناس، كما أنها ليست الفترة المشهودة التي تمثل عمر البشرية في هذه الحياة الدنيا*.
إن الحياة في التصور الإسلامي –تمتد في الزمان، فتمثل هذه الفترة المشهودة –فترة الحياة الدنيا- وتمتد في المكان- فتضيف إلى هذه الأرض التي يعيش عليها البشر، دارا أخرى: جنة عرضها السماوات والأرض.. ونار حامية !! بينما أولئك الذين لا يؤمنون بالآخرة، يتضاءل تصورهم للوجود الكوني، وتصورهم للوجود الإنساني، وهم يحشرون ويضيقون تصوراتهم وقيمهم في ذلك الجحر الضيق الصغير الضئيل من هذه الدنيا* !!
ومن هذا الاختلاف في التصور يبدأ الاختلاف في القيم، ويبدأ الاختلاف في النظم.. ويتجلى كيف أن هذا الدين "الإسلامي" منهج حياة متكامل متناسق.. وتتبين قيمة الحياة الآخرة*.
الحياة في المقصود الإسلامي - ليست هذه الفترة القصيرة التي تمثل عُمر الإنسان الفرد، وليست الفترة المحدودة التي تمثل عُمر الأمة من الناس، كما أنها ليست الفترة المشهودة التي تمثل عمر البشرية في هذه الحياة الدنيا*.
إن الحياة في التصور الإسلامي –تمتد في الزمان، فتمثل هذه الفترة المشهودة –فترة الحياة الدنيا- وتمتد في المكان- فتضيف إلى هذه الأرض التي يعيش عليها البشر، دارا أخرى: جنة عرضها السماوات والأرض.. ونار حامية !! بينما أولئك الذين لا يؤمنون بالآخرة، يتضاءل تصورهم للوجود الكوني، وتصورهم للوجود الإنساني، وهم يحشرون ويضيقون تصوراتهم وقيمهم في ذلك الجحر الضيق الصغير الضئيل من هذه الدنيا* !!
ومن هذا الاختلاف في التصور يبدأ الاختلاف في القيم، ويبدأ الاختلاف في النظم.. ويتجلى كيف أن هذا الدين "الإسلامي" منهج حياة متكامل متناسق.. وتتبين قيمة الحياة الآخرة*.
توازن الإسلام في الإيمان بالقدر
توازن الإسلام في: الإيمان بالقدر
*كل شيء.. كل صغير وكبير.. كل ناطق وكل صامت.. كل متحرك وكل ساكن.. كل ماضي وكل حاضر.. كل معلوم وكل مجهول.. كل شيء.. مخلوق بقدر.
قدر: يحدد حقيقته، ويحدد صفته، ويحدد مقداره، ويحدد زمانه، ويحدد مكانه، ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء، وتأثيره في كيان هذا الوجود. قال تعالى: [وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)] الفرقان.
إن تركيب هذا الكون وتركيب كل شيء فيه، لما يدعوا إلى الدهشة حقا !! وينفي فكرة المصادفة نفيا باتا، ويُظهر التقدير الدقيق الذي يعجز البشر عن تتبع مظاهرة في جانب واحد من جوانب هذا الكون الكبير..
والقول بأن الكون صدفة! لا يصدر من إنسان تقلب بين أرجاء الأرض، وعلم بخبر السماء، ولا يصدر من إنسان يتتبع آثار الإبداع والجمال والتناسق في الأرض والسماء.. وإنما يصدر من عقل صغير محدود لا يدرك ما حوله*!!
توازن الإسلام في الجنة والنار،والرحمة والخوف، والتوبة والذنب
توازن الإسلام في: الجنة والنار، الرحمة والخوف، التوبة والذنب
ولما كان الإسلام دين توازن ووسطية ورحمه.. سهل ويسر للإنسان الطريق الذي يوصله لّنور إذا أظلم عليه الطريق.. فالإسلام دين يربي أبناءه ليرقى بأرواحهم، ويسموا بنفوسهم، ليترفعوا عن مدارك الحيوان إلى كرامتهم الإنسانية، ويحركوا عقولهم ويفكروا ويختاروا الطريق الصحيح، فإن زلوا أو أخطئوا أو ضلوا الطريق أثناء سيرهم.. فتح لهم أبواب رحمته ومغفرته ليعودوا إلى صلاح دنياهم وآخرتهم.
والجدير بالذكر أن وسطية الإسلام لم تضمن المغفرة والجنة الضمان الأزلي للجميع -كما في بعض الأديان- قال تعالى: [لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)] النساء. كذلك لم تغلق الأبواب في وجوه الضالين مهما بلغوا في الطغيان!! بل نظمت وعدلت. فأعطت للإنسان العاقل حرية الاختيار، فان أحسن جوزي بخير الجزاء، وإن أساء جوزي على قدر إساءته، فان عاد بعد إساءته فتح له أبواب التوبة والرحمة. وبهذا التصور الإسلامي يضمن الإنسان حياة آمنه مطمئنه دافعة ومعينة لعوامل الخير، مطفئة ومغلقة لسبل الشر والفساد. قال تعالى: [وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)] النجم.
توازن الإسلام في الإتباع
توازن الإسلام في : الإتباع
لقد كمل الله تعالى هذا الدين، وتمت نعمه الله تعالى على المسلمين، ورضيه الله تعالى منهج لحياة الناس أجمعين، ولم يعد هناك من سبيل لتعديل شيء فيه أو تبديل، ولا لترك شيء من حكمه إلى حكم آخر، ولا شيء من شريعته إلى شريعة أخرى، وقد علم الله عز وجل حين رضيه لناس مرجعا أخيرا، أنه يسع الناس جميعا في كل زمان ومكان، وأنه يحقق الخير لناس جميعا إلى يوم القيامة.
قال تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ...(3)] المائدة.
وقضية الإتباع موقوفة على الكتاب والسنة الصحيحة، فالإسلام يحدد ويوحد للمسلم طريق الإتباع حتى لا يتشتت ويضيع في متاهات لا خلاص له منها!
وهذه القضية يجب أن تكون واضحة وحاسمة في ضمير المسلم، وأن لا يتردد في تطبيقها على واقع الناس في زمانه، والتسليم بمقتضى هذه الحقيقة، ونتيجة هذا التطبيق*. قال تعالى: [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)] الحشر، وقال تعالى: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)] آل عمران. وقال تعالى: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)] الأحزاب.
السبت، أبريل 16، 2011
توازن الإسلام في الحرية
توازن الإسلام في: الحرية
لقد أقام الإسلام للإنسان نظاما بشريا، لا تدمر فيه طاقة واحدة من طاقات البشر، إنما قصارى هذا النظام؛ أن يحقق التوازن بين هذه الطاقات، لتعمل جميعها في غير طغيان ولا ضعف، ولا اعتداء من إحداها على الأخرى، فكل اعتداء يقابله تعطيل، وكل طغيان يقابله تدمير*..
وكما قيل: " لو أعطي كل إنسان ما تمنى لأكل بعضنا بعضا"
يظن بعض الناس أن الإسلام تقييد للحريات، وكبت لطاقات، فينفر من الإسلام ويعتقده دينا رجعيا يأخذ بيد أهله إلى الوراء ويحول بينهم وبين التقدم والرقي! فلابد أن نكشف عن تلك الحقيقة لسوء تصوراتهم أو قصور علمهم..
الإسلام ليس تقييدا للحريات، ولكنه تنظيم لها، وتوجيه سليم حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين، عندما يُعطى الحرية المطلقة، لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة إلا كانت حريته هذه على حساب الآخرين، فيقع التصادم بين الحريات، وتنتشر الفوضى، ويحل الفساد...
وهناك فرق بين التقيد الذي ظنه البعض، وبين التوجيه والتنظيم الذي شرعه لعباده الحكيم الخبير.. وعلى هذا فلا داعي لهذه المشكلة من أصلها، إذ أن التنظيم أمر واقعي في هذا الكون.
فهو خاضع لنظامه الاجتماعي، مستمسك بعادات بلده في مسكنه وذهابه ومجيئه، فيخضع مثلا لشكل اللباس ونوعه، ولشكل البيت ونوعه، ولنظام السير والمرور، وإن لم يخضع لهذا عاد شاذا يستحق ما يستحقه أهل الشذوذ والبعد عن المألوف.
إذن.. الحياة كلها خضوع لحدود معينه كي تسير الأمور إلى الغرض المقصود.. وإذا كان الخضوع للنظم الاجتماعية مثلا خضوع لا بد منه لإصلاح المجتمع، ومنه الفوضوية، ولا يتبرم منه أي مواطن! فكذلك الخضوع للنظم الشرعية أمر لابد منه لصلاح الأمة، فكيف يتبرم منه البعض ويرى أنه تقيد للحريات !؟
توازن الإسلام في العدل وإقامة الحدود
توازن الإسلام في: العدل وإقامة الحدود..
لقد أرسل الله تعالى جميع الرسل بالكتب والمعجزات... ليقوم الناس بالعدل. قال تعالى: [لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... (25)] الحديد.
فالعدل هو مبدأ الرسالة، والغاية الكبرى من إرسال الرسل، وهو الهدف الأول الذي تقام عليه جميع الحياة، وجميع الأجناس، وكل العوالم الأخرى..
والعدل. ليس جديدا في الإسلام! بل جميع الشرائع قبله، جاءت بالعدل وللعدل، ثم خُتمت تلك الشرائع بشريعة الإسلام، التي هي أفضل وأقوم وأعدل الشرائع. قال تعالى: [اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ .. (17)] الشورى.
جاء الإسلام. ليقام الحق والعدل في الأرض، فبعد أن كانت البشرية تتخبط في ظلمات الجهل والضلال والظلم والاعتداء وأخذ الحقوق، واعتداء الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والشريف على الوضيع.. جاء الإسلام ليحقق العدل بين الناس جميعا، بلا تفرقة بين الأجناس والأنساب، بل وبين الديانات الأخرى!
فكل أحكام ونظم وشرائع الإسلام جاءت للعدل. فلنسر معا لنتأمل توازن الإسلام في قضية العدل بين الناس.. وكيف تقام أحكام القتل والقصاص وقطع يد السارق.. بالعدل! ثم لنحكم هل تلك الأحكام عدل أم ظلم؟!
توازن الإسلام في الحلال والحرام
توازن الإسلام في: الحلال والحرام
إن أي شريعة أو قانون على وجه الأرض.. لا بد أن يكون لها حدود وشروط يلتزم بها من أراد الدخول والانضمام إليها، حتى تسير تلك الشرائع على وفق ومراد واضعها ومؤسسها.
ومن تلك الشرائع: شريعة الإسلام العظيمة. وحدودها وشروطها تسمى: الحلال والحرام.
ومبدأ الحلال والحرام في الإسلام، مبدأ توقيفي على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ، ولا يجوز لأي إنسان مهما بلغ، ومهما كان عالما أو متعلما كبيرا أو صغيرا شريفا أو وضيعا.. أن يتكلم في شرع الله تعالى بأن يحرم أو يحلل ما لم يحرمه أو يحله الله تعالى ورسوله. قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) ] المائدة.
توازن الإسلام في العبادات
توازن الإسلام في : العبادات
لقد خلق الله تعالى الإنسان لمهمة وهدف محدد، لا تستقيم حياه الإنسان؛ إلا إذا حقق هذا الهدف وتلك الغاية، قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)] الذاريات.
وعندما يتخلى الإنسان أو يجهل أو يتناسى مهمته في الحياة؛ فسيتخبط في ظلمات لا نهاية لها. ومهما بلغ في السعي وراء طموحات وغايات الدنيا.. فلن يدرك حقيقته وقيمته إلا في عبادة الله تعالى.
فنحن نعلم أن النحلة -مثلا- مهمتها التنقل بين الأزهار، واستنشاق رحيقها ثم صنع العسل فما ذا لو رأينها تطير بعيدا في الفضاء وتردد بين الكواكب والقمار ثم.. تخرج لنا الهواء !!
لا توجد أي قيمة لتلك النحلة الضائعة في الكون حتى ترجع لمهمتها التي خلقت من أجلها. فكيف بالإنسان المكرم صاحب العقل ؟!
التوازن في الدعوة إلى الإسلام
التوازن في: الدعوة إلى الإسلام
قال تعالى: [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)] فصلت. إن الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال التي يجب أن يقوم بها المسلمون ومن أجلِّ القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، ومن أحسن الأقوال التي يتلفظ بها الإنسان، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين، وأصل من الأصول التي بنى الله تعالى عليها الحياة، فما من أمّه إلا ولها مرسلين إلى أن جاءت أمتنا هذه أمة الحبيب ، فكان خير نبي مرسل، أدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده وأدى ما عليه على أكمل وجه فصلاة الله وسلامه عليه، ثم خلف من بعده الصحابة رضوان الله عليهم فتحملوا تلك الأمانة العظيمة ونشروا الإسلام في جميع أنحاء الأرض وكانوا في دعوتهم سائرين على منهج قائدهم وقدوتهم محمد ، فبذلك سادوا الأرض وفتحوا البلاد فمدحهم الله تعالى وأثنى عليهم فقال عز وجل: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110)] آل عمران. فمن أراد الفلاح والنجاة فليسر على ما سار عليه محمد ، وأصحابه رضوان الله عليهم. قال تعالى: [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)] آل عمران.
توازن الإسلام في الجهاد
توازن الإسلام في: الجهاد
لقد خلق الله تعالى الإنسان لعبادته، ولتحقيق عمارة الأرض، والخلافة فيها. والقيام بالعدل والحق، والسعي على صلاحها ونمائها.
والإنسان أهم عنصر على وجه الأرض، وبفقدانه يفقد كل ذلك الخير والصلاح. لذلك حافظ الإسلام على النفس البشرية أشد المحافظة، ووصى واهتم بها غاية الاهتمام، وسعى بكل جهوده لنشر السلام الذي يؤمن حياة الإنسان، وشدد وعظم قتل النفس البشرية، وبالغ في ذلك أشد المبالغة والزجر، ورتب أقبح وأشنع الوزر لمن أرد قتل الأنفس!
فمن تسبب أو أعان على قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أنقذ أو أعان على حياة إنسان فكأنما أحيا الناس جميعا. قال تعالى: [مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)] المائدة.
وأول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الأنفس والأرواح. قال : (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء) متفق عليه:خ/6864،م/1678.
توازن الإسلام في الزهد
توازن الإسلام في: الزهد
الإسلام دين عظيم يحب معالي الأمور ويكره فسافسها، فهو دين همه وعلو لا يرضى بالدناءة والتوافه من أمور الدنيا. فهو ينظر إلى نعيم الدنيا أنها نعيم غرور ونقص وخلل لذلك ترفع عنها، وزهد في متاعها الزائل فما عند الله خير وأبقى والعاقبة للمتقين.
والإنسان المؤمن كبير في تصوراته واعتقاداته.. كبير في طموحاته وأعماله.. كبير على الدنيا الصغيرة المحدودة. فهو يتطلع لحياة كاملة أبدية لا فيها حزن ولا نصب ولا هم ولا تعب.. فيسعى ليقضى حاجاته الضرورية في الدنيا، دار الممر ليصل إلى دار الاستقرار*.
فالدنيا.. دار مليئة بالتعب والمشقة والهموم والآلام وكلنا حتما سيتجرع من كأسها المر، ويتذوق حرارتها المؤلمة!
ولما كان الإنسان المؤمن عاقل وكبير في تصوراته نظر لدنيا نظرة تختلف تماما عن نظرة طلابها لها..
توازن الإسلام في التوكل مع الأخذ بالأسباب
توازن الإسلام في: التوكل مع الأخذ بالأسباب
المسلم لا يرى التوكل على الله تعالى في جميع أعماله واجبا خلقيا فحسب، بل يراه فريضة دينية وجزء من عقيدته^.
والتوكل: عمل وأمل، مع هدوء القلب وطمأنينة النفس، واعتقاد جازم أن ما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأن يطرح أمره كله لله عز وجل، مع بذل الأسباب والعمل^.
والمسلم إذ يؤمن بسنن الله تعالى في الكون، فيعد للأعمال أسبابها المطلوبة لها، ويستفرغ الجهد في إحضارها، ولا يعتقد أبدا أن الأسباب وحدها كفيلة بتحقيق الأغراض، وإنجاح المساعي؛ بل يرى وضع الأسباب أكثر من شيء أمر الله تعالى به يجب أن يطاع فيه كما يطاع غيرة مما يأمر به وينهى عنه، أما الحصول على النتائج، والفوز بالرغائب فقد وكل أمرها إلى الله تعالى إذ هو القادر على ذلك وحده دون غيره^.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)