الخميس، أبريل 14، 2011

النية في الزواج


النية في الزواج
الزواج مملكة إيمانية، وآية ربانية وسنة نبوية وفطرة إنسانية وضرورة اجتماعية وسكن للغريزة الجسدية.
قال تعالى { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) الروم21. إن هذه المملكة الإيمانية إن أظل سماءها منهج رب البرية وسيد البشرية، وروى نباتها بماء الإخلاص والمودة والرحمة الندية؛ آتت ثمارها بكرة وعشية وأينعت أرضها كل زهرات الحب والوفاء والأخلاق العلية.
وإن سفينة الحياة الزوجية لا يمكن أن تخوض في بحر الحياة بهدوء واتزان واستمرار إلا إذا قادها زوج مؤمن تقي وتحكَّم معه في توجيه دفة السفينة إلى كل خير وفضيلة زوجة صالحة طاهرة مؤمنة وتقية.
والإسلام يقيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس من المشاعر النبيلة الراقية الطاهرة النظيفة التي تبنى على السكن النفسي والبدني والرحمة والمودة وليس مجرد المتعة. فبيت الزوجية ليس مرتعا للطعام والشراب والزوجه..... بل إن بيت الزوجية وسيلة لغاية كبرى لإنشاء أسرة هي القلعة الأولى من قلاع الإسلام وهي اللبنة الأولى في صرح الدولة الإسلامية.
ومن هنا كان لابد لكل مسلم أن يعرف لماذا نتزوج؟ وإليك هذه النوايا:
1-          طاعة لأمر الله تعالى ، قال تعالى: { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم } النور32.
2-        طاعة لأمر رسول الله e فقد قال e (( تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم )) صحيح الجامع1/ 2941.
3-    إتباع لسنة الرسول e ، حيث يقول (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأنام،وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) البخاري:9/89،مسلم:1401
4-     لإعفاف النفس، قال e (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) أي: وقاية. رواه البخاري:5066
5-     لتكثير بيوت المسلمين وأعدادهم من حيث الذرية، قال e (( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم )) صحيح الجامع1/ 2940
6-         لتنشئة ذرية جديدة على حب الله ورسوله، وهذا العمل يكون في مثقال حسناتك فالدال على الخير كفاعله، قال e (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) رواه مسلم:1631
يقول صاحب كتاب مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار: وقيَّد الولد بالصالح؛ لأن الأجر لا يحصل من غيره وأما الوزر فلا يلحق بالوالد من سيئة ولده، إذا كانت نيته في تحصيل الخير، وإنما ذكر الدعاء له تحريضا على الدعاء لأبيه، لا لأنه قيد، لأن الأجر يحصل للوالد من ولده الصالح كلما عمل عملا صالح سواء أدعا لأبيه أم لا كمن غرس شجره يحصل له من أكل من ثمرتها ثواب سواء أدعا له من أكلها أم لم يدع، وكذلك الأم.
7-        لتعاون الزوجين على البر والتقوى قال تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى)).
8-    للفوز بأجر الصدقة، قال e (( في بضع أحدكم صدقة – أي الجماع – قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم- أي: أخبروني- لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )) رواه مسلم:1066
9-    لتكسب خير الكنوز، قال e (( قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس )) صحيح الجامع2/ 4409.
10-      ليكمل نصف إيمانك، قال e (( من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتقي الله في النصف الباقي )) صحيح الجامع2/ 6148.
11-      لتخلف بعدك خير خلف قال e (( خير ما يخلف الإنسان بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم ينتفع به من بعده )) صحيح الجامع1/ 3326.
12-           للتمتع بأفضل متاع قال e (( الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة )) صحيح الجامع1/ 3413.
13-     لترزق السعادة، قال e (( أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع والجار الصالح، والمركب الهنيء )) صحيح الجامع1/ 887.
14-            للفوز ببعض الفضائل، كقول الرسول e (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) صحيح الجامع1/ 3314.
15-      لعمران الأرض وإقامة شرع الله تعالى، فالله سبحانه خلق الخلق ليتناسلوا ويُحكِّموا شرعه في الأرض ولو ترك الناس النكاح لقل الناس ولترك الغزو والجهاد.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق