الأربعاء، ديسمبر 12، 2012

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، من التكبير إلى التسليم كأنك تراها



صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، من التكبير إلى التسليم كأنك تراها

قال صلى الله عليه وسلم: (( صلوا كما رأيتموني أصلي ))

مقتبس من كتاب الشيخ المحدث: محمد ناصر الدين الألباني. "باختصار" وجميع الأحاديث صحيحة كما حكم على صحتها الشيخ يرحمه الله.

استقبال الكعبة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض والنفل وأمر بذلك فقال ل ( المسيء صلاته ): ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر)
*ما الحكم إذا صلى شخص ثم علم بعد الصلاة أن القبلة غير صحيحة؟
قال جابر رضي الله عنه: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة أو سرية فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة فصلى كل رجل منا على حدة فجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلما أصبحنا نظرناه فإذا نحن صلينا على غير القبلة فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم [ فلم يأمرنا بالإعادة ] وقال: ( قد أجزأت صلاتكم ) .
*شخص يصلي وعلم أثناء الصلاة أن القبلة خاطئة هل يخرج من الصلاة ويعيدها اتجاه القبلة الصحيحة؟
كان صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس - [ والكعبة بين يديه ] - قبل أن تنزل هذه الآية: [قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام] فلما نزلت استقبل الكعبة فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة [ ألا ] فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا [ واستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة ] )
القيام:
كان صلى الله عليه وسلم يقف فيها قائما في الفرض والتطوع ائتمارا بقوله تعالى: [وقوموا لله قانتين].
*يجوز للمريض الصلاة قائما فإن لم يستطع فجالسا فإن لم يستطع فعلى جنب.. فإن لم يستطع فعلى أيه حال. قال صلى الله عليه وسلم: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ). و( صلى صلى الله عليه وسلم في مرض موته جالسا).
السترة:
( كان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع). و( بين موضع سجوده والجدار ممر شاة) . وكان يقول: ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين ). ويقول: ( إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته ).والسترة: حاجز أو جدار أو عود تضعه أمامك لا يقل طوله عن 25سم.
التكبير:
1-(كان يرفعهما –أي: يديه- ممدودة الأصابع [ لا يفرج بينها ولا يضمها ] ) .
2-( كان يجعلهما حذو منكبيه وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما [ فروع ] أذنيه ) .
طريقة وضع اليد بعد التكبير:
1-( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى)
2-( كان يضعهما على الصدر ).فلا يجوز وضعها على البطن أو النحر.
3-( كان ينهى عن الاختصار في الصلاة ) أي: وضع اليد على الخاصرة في الصلاة.

الأذكار الصحيحة التي تقال بعد الصلاة


الأذكار الصحيحة التي تقال بعد الصلاة

كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة:
استغفر ثلاثا. وقال " اللهم أنت السلام ، ومنك السلام، تباركت يا ذا الحلال والإكرام" صحيح مسلم.
ويقول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" متفق عليه وهو في صحيح البخاري.
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" صحيح مسلم.
ويسبح الله تعالى ثلاثا وثلاثين، ويحمده ثلاثا وثلاثين، ويكبره ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" صحيح مسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" صحيح الجامع:2/6286

ويقرأ آية الكرسي، والمعوذات.رواه النسائي وصححه الألباني."المعوذات: سورتي الفلق والناس"
قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) صحيح الجامع-2/6464
أي: بعد كل صلاة فريضة.

وكان يقول بعد صلاة الصبح حين يسلم: "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا" سنن ابن ماجه وصححه الألباني.
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : (يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
___________________
قال صلى الله عليه وسلم : (خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير،ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر-أي بعد-كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً،ويكبره عشراً، فذلك خمسون ومائةً باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان.ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه-أي عند النوم-ويحمده ثلاثاً وثلاثين،ويسبح ثلاثاً وثلاثين،فتلك مائة باللسان،وألف في الميزان،فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة) صحيح الجامع-1/3230
____________________________
إشراقة:
يكون ذكر الله تعالى على اليد فإنها تشهد لصاحبها يوم القيامة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  (( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ولا تغفلن فتنسين الرحمة )) صحيح الجامع2/ 4087. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه )) صحيح أبي داود للألباني.
_______________________

أخطاؤنا في الوضوء


أخطاؤنا في الوضوء

الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمة (( الوضوء )) ليطهرنا ويرفع عنا الرجز والحدث، وينقينا من الذنوب والخطايا والآثام..
قال صلى الله عليه وسلم: [ من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ] رواه مسلم:245
وقال صلى الله عليه وسلم: [ إذا توضأ العبد المسلم – أو المؤمن – فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب ] رواه مسلم:244
ولن يكون للوضوء هذا الفضل إلا إذا طبقناه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، بدون زيادة أو نقصان.
قال صلى الله عليه وسلم: [ إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل ] صحيح أبو داود للألباني: 858
وأعظم ما يبين أهمية الوضوء أنه شرط لصحة الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم: [ أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد له سائر عمله] صحيح الجامع1/ 2573.

صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

في الصحيحين: أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء . فتوضأ . فغسل كفيه ثلاث مرات . ثم مضمض واستنثر . ثم غسل وجهه ثلاث مرات . ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات . ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك . ثم مسح رأسه . ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات . ثم غسل اليسرى مثل ذلك . ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا] صحيح البخاري:160،ومسلم:226، وفي رواية أخرى: "فمضمض واستنشق واستنثر، ثلاث غرفات" البخاري:186 وفي وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم: (مسح أذنيه داخلهما بالسبابتين وخالف إبهاميه إلى ظاهر أذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما) صحيح ابن ماجه للألباني /358
قال ابن شهاب : وكان علماؤنا يقولون : هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ "مرة مرة، ومرتين مرتين" رواه البخاري.


11 خطأ في الوضـــــــــــــوء
1-     التلفظ بالنية عند بدء الوضوء، والصحيح: أن النية بالقلب، وتتحقق بمجرد الذهاب لمكان الوضوء.
2-     بدأ الوضوء بقول: "باسم الله الرحمن الرحيم" والصحيح قول: "باسم الله" فقط.
3-     عدم إدارة الماء في الفم أثناء المضمضة، فلا تكون المضمضة بوضع الماء في الفم ثم رده! والمعنى الصحيح للمضمضة: إدارة الماء في الفم وتحريكه ثم إخراجه.
4-     التساهل في الاستنشاق؛ بمر الماء فقط على الأنف من الخارج! والصحيح: استنشاق الماء إلى داخل الأنف –بقدر الاستطاعة- ثم نثره، أي إخراجه.
5-       ترك  التخليل بين أصابع اليدين والرجلين، والصحيح: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [خلل أصابع يديك و رجليك] السلسلة الصحيحة للألباني: 1349
6-     مسح الأذن من الخارج فقط، والصحيح: مسح الثنايا الداخلية للأذن مع خارجها.
7-     الزيادة في غسل الأعضاء عن ثلاث مرات، قال صلى الله عليه وسلم: [ فمن زاد على هذا فقد أساء و تعدى و ظلم-يعني الوضوء ثلاثا-] السلسلة الصحيحة:298، والصحيح: عدم الزيادة.
8-     عدم إزالة ما يمنع وصول الماء، كالمناكير، أو الرموش الصناعية، أو المكياج إذا كان طبقة كثيفة، أو لصق أو عجين أو غيره مما يمنع وصول الماء.
9-     عدم تعميم الماء لكل أعضاء الوضوء! فيغسل بعض الوجه وليس كله، وجزء من الذراعين وليس إلى المرفقين، كذا في القدمين .. والصحيح: غسل الأعضاء كاملة. وحدودها:
الوجه: ( من منابت الشعر إلى الذقن طولا، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن الأخرى عرضا )
الذراعين: (جميعهما مع المرفقين )
القدمين: ( كلهما مع الكعبين )
فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك تحذيرا شديدا فقال: [ ويلٌ للأعقاب من النار ] أخرجه البخاري:60، ومسلم:240، والأعقاب: مؤخرة القدم.، وعن خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبي: [ أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لُمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة] صححه الألباني في "صحيح أبي داود":161.
10- الدعاء أثناء الوضوء، أو تخصيص دعاء لكل عضو، والصحيح: لا يوجد أي دعاء أثناء الوضوء.
11- الإسراف في الماء، بفتح الماء مدة طويلة بلا فائدة، أو تركه ينزل والانشغال بعمل آخر، أو استعمال كميات كبيرة،والصحيح: أنه صلى الله عليه وسلم كان "يتوضأ بالمد" أخرجه البخاري:198، ومسلم:325، أي: نصف لتر ، ويكفيه بل كان يسبغ به الوضوء.
ولنا فيه قدوة، صلوات الله وسلامه عليه.
---------------------------------------------------------------------------------------------------

المراجع:
كتاب رياض الصالحين، باب فضل الوضوء، ص: 334
كتاب فقه السنة لنساء، ( الوضوء ) ص: 32
فتح الباري بشرح صحيح البخاري. كتاب الوضوء: باب غسل الرجلين إلى الكعبين،ص: 58