التوازن في : العقيدة الإسلامية
تموج المبادئ في مهدها ويبقى لنا المبدأ الخالدُ، مراكب أهل الهوى أدخمت نزولاً ومركبنا صاعدُ، سوانا يلوذ بعرافة وأسطورة أصلها فاسدُ، نسير ونسمع من حولنا نباحا ويغمقنا حاسدُ، يحدثنا الليل عن نفسه وفيه على نفسه شاهدُ، إذا عدد الناس أربابهم فنحن لنا ربنا الواحدُ.
قال تعالى: [أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف. قال رسول الله : (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)خ: 8/1
إن الإيمان يمنح المتاع والراحة والتلذذ بالوجود وما فيه من جمال .. والأنس بالحياة والكون*.
*الإيمان بإله واحد فقط. قال تعالى: [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)] البقرة.
إله واحد مستحق للعبادة والشكر، إله واحد بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله ومدبرٌ لكل هذا الوجود، إله واحد قادر على كل شيء وله ملك كل شيء، إله واحد ليس له مثيل ولا شبيه ولا ند ولا شريك ولا ولد ولا زوجه.... إنما هو إله واحد.
قال تعالى: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)] الإخلاص. فكم إلهه نعبد؟ ولمن تلتجئ من الآلهة في الضر؟ هل جميع الآلهة قادرون على فعل كل شيء؟ أم بعضهم أقوى من الآخر؟ وإذا كانوا متساوون في كل شيء فما فائدة تعداد الآلهة!! لم لا يكون إلهه واحد؟!
إن تعدد الآلة من أعظم الفوضى واللهو، والتناقض بين كل إله وإله، وعلو أمر القوي على أمر الآخر، وبه تتشتت حياة البشر! قال تعالى: [مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)] المؤمنون.
نعم،، إلهه واحد نلتجئ ونستعين به، حتى لا يتشتت أمر العبد، إلهه واحد الجميع يعبده ويقصد إليه، إله واحد قوي قادر على كل شيء ندعوه وحده ونطلب منه النفع والخير..
والتعبد لإله واحد، يرفع الإنسان عن العبودية لسواه، ويقيم في نفسه المساواة مع جميع العباد، فلا يذل لأحد، ولا يحني رأسه لغير الواحد القهار، ومن هنا الانطلاق التحرري الحقيقي للإنسان.. أنه ليس هناك إلا قوة واحدة، ومعبود واحد*.
قال تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)] الأنعام.
ومن أرد الفوضى والشتات والذل .. فليتخذ آلهة أخرى من دون الله تعالى ولكن .. ليجيء ببرهان ودليل على هذا الإله.. قال تعالى: [هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)] الكهف. قال تعالى: [اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)] التوبة.
وأعظم ما أمر الله تعالى به التوحيد. فهو"الأصل الذي يُبنى عليه الدين كله" وأعظم ما نهى عنه: الشرك، لأنه يحبط معه أي عمل، قال تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ...(36)] النساء.
-ومعنى التوحيد في الإسلام: أن لا معبود بحق إلا الله تعالى وحده، قال تعالى: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)] الحج، وكلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" وكيفية تحقيق التوحيد : تصفيته من شوائب الشرك كله الأكبر والأصغر، ومن شوائب البدع الاعتقاديه والعملية.
ولا يتحقق الإيمان بالله الواحد إلا إذا حققنا أربع أمور:
1-الإيمان بوجوده تعالى.
2- الإيمان بربوبيته: توحيده –إفراده- بأفعاله من الخلق والتدبير والملك.. قال تعالى: [اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)] الزمر وقال تعالى: [لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)] الحديد.
3- الإيمان بإلوهيته: توحيده –إفراده- تعالى بالعبادة، فلا تصرف إلا له وحده، قال تعالى: [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)] الأنعام.
وهذا هو التوحيد الذي نزلت به جميع الكتب، وأرسلت به الرسل، قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)]الأنبياء.فأصل دين الأنبياء واحد، ولكن شرائعهم مختلفة.
4- الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته: إثبات جميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه، في كتابه وسنه نبيه بدون تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه، وقاعدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: "الاتفاق في الأسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات"
-وسبب وقوع الشرك: الغلو في الأنبياء والصالحين.. والغلو: مجاوزة الحد والإفراط فيه، بحيث يضيف عليهم من الصفات التي هي من خصائص الله تعالى، والاعتقاد أنهم يجلبون خيرا، أو يدفعون شرا.
-وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله الواحد، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر.
التوازن في الإيمان بالملائكة يتحقق بالآتي:
1-الإيمان بأن الملائكة عالم غيبي، مخلوق من نور لعبادة الله تعالى، لا يملك الضر والنفع إلا بإذن الله. قال تعالى عنهم: [وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)] الأنبياء.
2- الإيمان بوجودهم، وأنهم أجسام لا خيال ووهم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم] رواه أحمد5/282، وصحح إسناده المحدث أحمد شاكر.
3- الإيمان بأسمائهم ممن علمنا اسمه.
فهذا عالم غيبي، أمره مبني على المذهب الصحيح، والوقوف على ما وقف عليه النص، فهم عباد الله تعالى المكرمون، لا يملكون الضر والنفع إلا بإذن الله تعالى.
فالإسلام .. دين وسطية واتزان.. يوحد الإله، ويوحد الطريق، ويوحد المنهج
ليرفع كرامة الإنسان ويوصله بخالقة بدون -أي وساطة- وفي غير تعقيد، ليحافظ على العقل والفكر من التشتت والضياع.. ويثبت للإنسان الصغير قدرة، ويعظم من شأنه، بأن حياته كبيرة وعظيمة لا كحياة الحيوان.
إن الإيمان أعظم رقيب على الإنسان، وأقوى من أي سلطان ومنهج وطاغية.. يبقى معه أينما كان ..لا يفارقه أبدا. فيراقب حاسته الأخلاقية، والدينية، بدون أي رقيب على الأرض! بل بإيمانه برب الأرض، وبذلك يظهر قيمة الإيمان في حياة الناس عامة، قال تعالى: [إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف.
والاعتقاد بكرامة الإنسان على الله تعالى، يرفع من اعتباره في نظر نفسه، ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه الله إليها، وهذا ارفع تصور يتصوره الإنسان لنفسه أنه كريم عند الله تعالى، وكل مذهب أو تصور يحط من قدر نفسه، ويفصل بينه وبين الله تعالى –كما في بعض الأديان- فهو تصور أو مذهب يدعوا إلى التدني والتسفل*..
قال تعالى: [أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف. قال رسول الله : (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)خ: 8/1
*****
إن الإنسان بغير إيمان، ذليل صغير، ذليل المطامع، صغير الاهتمامات، ومهما كبرت أطماعه، واشتد طموحه، وتعالت أهدافه.. فإنه يظل مرتكسا في حمئة الأرض، مقيدا بحدود العمر، سجينا في سجن اللذات، لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بعالم أكبر من الأرض، وأبعد من الحياة الدنيا، عالم يصدر عن الله عز وجل، ويعود إلى الله تعالى، وتتصل فيه الدنيا بالآخرة*.إن الإيمان يمنح المتاع والراحة والتلذذ بالوجود وما فيه من جمال .. والأنس بالحياة والكون*.
***************
التوازن في عقيدة الإسلام:*الإيمان بإله واحد فقط. قال تعالى: [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)] البقرة.
إله واحد مستحق للعبادة والشكر، إله واحد بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله ومدبرٌ لكل هذا الوجود، إله واحد قادر على كل شيء وله ملك كل شيء، إله واحد ليس له مثيل ولا شبيه ولا ند ولا شريك ولا ولد ولا زوجه.... إنما هو إله واحد.
قال تعالى: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)] الإخلاص. فكم إلهه نعبد؟ ولمن تلتجئ من الآلهة في الضر؟ هل جميع الآلهة قادرون على فعل كل شيء؟ أم بعضهم أقوى من الآخر؟ وإذا كانوا متساوون في كل شيء فما فائدة تعداد الآلهة!! لم لا يكون إلهه واحد؟!
إن تعدد الآلة من أعظم الفوضى واللهو، والتناقض بين كل إله وإله، وعلو أمر القوي على أمر الآخر، وبه تتشتت حياة البشر! قال تعالى: [مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)] المؤمنون.
نعم،، إلهه واحد نلتجئ ونستعين به، حتى لا يتشتت أمر العبد، إلهه واحد الجميع يعبده ويقصد إليه، إله واحد قوي قادر على كل شيء ندعوه وحده ونطلب منه النفع والخير..
والتعبد لإله واحد، يرفع الإنسان عن العبودية لسواه، ويقيم في نفسه المساواة مع جميع العباد، فلا يذل لأحد، ولا يحني رأسه لغير الواحد القهار، ومن هنا الانطلاق التحرري الحقيقي للإنسان.. أنه ليس هناك إلا قوة واحدة، ومعبود واحد*.
قال تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)] الأنعام.
ومن أرد الفوضى والشتات والذل .. فليتخذ آلهة أخرى من دون الله تعالى ولكن .. ليجيء ببرهان ودليل على هذا الإله.. قال تعالى: [هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)] الكهف. قال تعالى: [اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)] التوبة.
**************
إن أعظم الذنوب عند الله تعالى الشرك بالله وهو اتخاذ الند مع الله تعالى، والله سبحانه يغفر جميع الذنوب مهما كبرت وعظمت سوا الشرك معه سبحانه، قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)] النساء.وأعظم ما أمر الله تعالى به التوحيد. فهو"الأصل الذي يُبنى عليه الدين كله" وأعظم ما نهى عنه: الشرك، لأنه يحبط معه أي عمل، قال تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ...(36)] النساء.
-ومعنى التوحيد في الإسلام: أن لا معبود بحق إلا الله تعالى وحده، قال تعالى: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)] الحج، وكلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" وكيفية تحقيق التوحيد : تصفيته من شوائب الشرك كله الأكبر والأصغر، ومن شوائب البدع الاعتقاديه والعملية.
ولا يتحقق الإيمان بالله الواحد إلا إذا حققنا أربع أمور:
1-الإيمان بوجوده تعالى.
2- الإيمان بربوبيته: توحيده –إفراده- بأفعاله من الخلق والتدبير والملك.. قال تعالى: [اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)] الزمر وقال تعالى: [لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)] الحديد.
3- الإيمان بإلوهيته: توحيده –إفراده- تعالى بالعبادة، فلا تصرف إلا له وحده، قال تعالى: [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)] الأنعام.
وهذا هو التوحيد الذي نزلت به جميع الكتب، وأرسلت به الرسل، قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)]الأنبياء.فأصل دين الأنبياء واحد، ولكن شرائعهم مختلفة.
4- الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته: إثبات جميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه، في كتابه وسنه نبيه بدون تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه، وقاعدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: "الاتفاق في الأسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات"
-وسبب وقوع الشرك: الغلو في الأنبياء والصالحين.. والغلو: مجاوزة الحد والإفراط فيه، بحيث يضيف عليهم من الصفات التي هي من خصائص الله تعالى، والاعتقاد أنهم يجلبون خيرا، أو يدفعون شرا.
-وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله الواحد، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر.
التوازن في الإيمان بالملائكة يتحقق بالآتي:
1-الإيمان بأن الملائكة عالم غيبي، مخلوق من نور لعبادة الله تعالى، لا يملك الضر والنفع إلا بإذن الله. قال تعالى عنهم: [وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)] الأنبياء.
2- الإيمان بوجودهم، وأنهم أجسام لا خيال ووهم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم] رواه أحمد5/282، وصحح إسناده المحدث أحمد شاكر.
3- الإيمان بأسمائهم ممن علمنا اسمه.
فهذا عالم غيبي، أمره مبني على المذهب الصحيح، والوقوف على ما وقف عليه النص، فهم عباد الله تعالى المكرمون، لا يملكون الضر والنفع إلا بإذن الله تعالى.
*********************
والعمل الصالح هو الثمرة الطبيعية للإيمان، ولا ينفع أي عمل صالح ما لم يبنى على عقيدة الإسلام، قال تعالى: [أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)] التوبة. فما أن يستقر –الإيمان بالله الواحد- في الضمير حتى تسعى النفس إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح.. هذا هو الإيمان في الإسلام وهذه قيمته.. حركة وعمل وبناء.. يتجه إلى الله تعالى، ولا يمكن أن يظل خامدا لا يتحرك، منكمشا سلبيا ومنزويا في مكنونات الضمير*!!فالإسلام .. دين وسطية واتزان.. يوحد الإله، ويوحد الطريق، ويوحد المنهج
ليرفع كرامة الإنسان ويوصله بخالقة بدون -أي وساطة- وفي غير تعقيد، ليحافظ على العقل والفكر من التشتت والضياع.. ويثبت للإنسان الصغير قدرة، ويعظم من شأنه، بأن حياته كبيرة وعظيمة لا كحياة الحيوان.
إن الإيمان أعظم رقيب على الإنسان، وأقوى من أي سلطان ومنهج وطاغية.. يبقى معه أينما كان ..لا يفارقه أبدا. فيراقب حاسته الأخلاقية، والدينية، بدون أي رقيب على الأرض! بل بإيمانه برب الأرض، وبذلك يظهر قيمة الإيمان في حياة الناس عامة، قال تعالى: [إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)] يوسف.
والاعتقاد بكرامة الإنسان على الله تعالى، يرفع من اعتباره في نظر نفسه، ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه الله إليها، وهذا ارفع تصور يتصوره الإنسان لنفسه أنه كريم عند الله تعالى، وكل مذهب أو تصور يحط من قدر نفسه، ويفصل بينه وبين الله تعالى –كما في بعض الأديان- فهو تصور أو مذهب يدعوا إلى التدني والتسفل*..
*******************
والعقيدة التي يدعو إليها الإسلام عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي: "الوسطية في كل اعتقاد وعمل" والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله "الصحيحة" بفهم سلف الأمة.
***************
لكم جزيل الشكر على هذا الموضوع وعلى استدلالاتكم الشرعية
ردحذف