الحمد لله على نعمة الإسلام
الحمد لله أولا وأخرا، وظاهرا وباطنا، وسرا وجهرا.. له الحمد سبحانه عدد ما خلق، وملئ ما خلق، وله الحمد عدد ما في السماوات وما في الأرض, وله الحمد عدد ما نعلم ومالا نعلم. له الحمد وله الشكر والثناء الحسن. فهو إله واحد متفضل منعم كريم ودود لطيف شكور..
قال تعالى: [لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)] آل عمران.
ما ذا عسى أن نقول أو نكتب أو نعبر.. عن شكر الله تعالى بأن اختارنا وفضلنا على جميع العالمين بالإسلام ! فمهما قلنا أو كتبنا فلن نوفي أبدا حق هذه النعمة العظيمة.
كيف لنا أن نعبر عن نعمة انتشلتنا من وادي الحزن ورفعتنا إلى قمة الفرح وأخرجتنا من الغي والضلال والظلمات.. وأدخلتنا في عالم النور الذي لا ينطفئ أبدا.
لقد كنا أذلاء وما عرفنا العزة إلا في الإسلام! كنا ضعفاء فقوانا الإسلام، كنا في ضنك من العيش فأسعد قلوبنا الإسلام، كنا مشتتين فجمعنا الإسلام، كنا فقراء فأغنانا الإسلام، كنا حيارى تائهين.. فأضاء طريقنا الإسلام، كنا نعيش في خوف وقلق فما وجدنا الأمن والأمان إلا في الإسلام. لم نكن شيء إلا بالإسلام.
لم ندرك معنى الطبيعة إلا في الإسلام، ولم ندرك الغاية من وجودنا إلا في الإسلام، ولم تكن لنا قيمة إلا بالإسلام.
قال تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ] الأنعام.
إن الإسلام.. مصدر سعادتنا، ومنبع حياتنا، ومداوي جراحنا، وشافي أمراضنا، وهادينا ومنقذنا و منظم حياتنا، وجميع أمورنا!
لقد فضلنا الإسلام على العالمين. قال تعالى: [مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)] فاطر.
قال رسول الله : (نحن الآخرون، السابقون يوم القيامة)خ/2[ 7057 ]، قال : (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء)خ/1 [ 2148 ]، وفي رواية أخرى:
قال : (مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر أجيرين بعدهم فقال لهما أكملا بقية يومكما هذا ولكما الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا لك ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه فقال لهما أكملا بقية عملكما ما بقي من النهار شيء يسير فأبيا واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور)خ/1[ 2151 ]
*******
الإسلام ديني
قال تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..(3)] المائدة.
ديني الذي كرمني وشرفني وأعزني ورفع قدري، وفضلني على العالمين.
ديني الذي حفظ روحي وعقلي، ومالي وعرضي ونسلي.
ديني الذي لم شتاتي وأعتقني من ذل عبادة العبيد إلى الذل لعبادة الله الواحد رب العباد.
ديني الصافي الناصع الواضح، فلا يوجد في ديني شيء خفي أو مستور!! بل كله
واضح للجميع.
واضح للجميع.
ديني دين القيم والخلق الحسن والاحترام.
ديني دين الرحمة، والسماحة، والوسطية، والتوازن، واليسر، والسعادة، والحرية
ديني دين الحب، والراحة والطمأنينة
ديني دين الفطرة وجدت فيه كل ما أحتاجه وأحبه وأتمناه!
ديني دين العدل. أعطاني كل حقوقي ودر علي الخير والعطاء والهناء.
ديني..
الوحيد بين العالم الذي لا ينتمي إليه أحدا إلا رغبة فيه وحبا له.
فهو ليس دين مال، ولا جاه ولا سلطان. إنما دين الروح "أعظم ما يملك الإنسان"
ديني..
المتميز بين العالم بالعفاف والطهر والحياء.
ديني..
الشامخ، المتألق، بين الدخان والنار والرياح والذئاب الماكرة، والسباع الحاقدة
لا تقوى عليه أي قوة من الأرض لاقتلاعه من الدنيا
ديني..
الثابت الراسخ الذي يحاربه العالم بأسره بكل الإمكانيات والطاقات: الفكرية والعملية والأخلاقية والروحية وفي كل زمان ومكان..
خوفا وإجلال أن ينتشر!
وتلك الحقيقة؛ أعظم دليل على قيمة الإسلام!
ديني الإسلام. أفديه بروحي ومالي ووقتي وجهدي وكل ما أملك، وسأبذل له كل ما أستطيع..
أحب ديني
لا أقوى على فراقه ولو لحظات
أثق فيه وأحتمي وألوذ وأعتصم به. أسكن وأطمئن إليه..
أحب الإسلام ديني
وأعلنها صادقة من صمام قلبي
وأقولها بكل فخر واعتزاز
الإسلام ديني.
قال تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)] آل عمران.
**************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق