الجمعة، مارس 23، 2012

استراحة

استراحة
لحظة من فضلك.. لنسترح هنا قليلا نتأمل جمال الكون !!
لنجلس سويا على هذا البساط الأخضر الفسيح.. في هدوء وسكون، بعيدا عن الناس والضجيج والدنيا.. لنتمتع بجمال البحر، ونقاء الهواء، وصفاء الجو.
انظر معي ! 
لجمال الكون وروعته، والضياء وبهجته، والإبداع ودقته.
زرع أخضر ممتد، وسماء صافية، وبحر واسع، وموج رائع، وجبال شاهقة، وروابي مرتفعة، وشلالات منحدره، وماء جاري، وزرع نامي، وأشجار باسقة، تتدلى بثمار يانعة، متنوعة المذاق واللون والرائحة!
ونسيم لطيف يداعب الورود والأزهار الملونة بألوان منسقة، وبأشكال جميلة.


وأريج الأزهار يعطر الفضاء، وترانيم الطيور وألحانها.. جمال يسحر العقل والفؤاد !!

جمال يطبع الكــــونَ     نــراه أينمــــا كنــــا
كــأن الله أوجدنــــــا     هنا كي نشهد الحسنا
جـــمال لاح في البر     وفي الأمواج والبحر
وفي الأنسام والطير     إذا ما رتلــت لحنـــا
**
جمال.. سنا الفجر، ونور الضحى والصبح، وضياء الشمس، والتماع القمر، وظل الشجر
ولقطة الشروق والغروب، وقد سارا على مهلا ليختفيا أو يظهرا في تدرج بديع عجيب، ليضيفا ويعكسا أشعتهما الفضية على شاطئ البحر!!
جمال الليل، وروعة إقبال الظلام رويدا رويدا، واحتباك الغيوم، ولألأت النجوم، وضوء القمر.
جمال الهدوء..في مدلهم الدجى، وخلوات الليالي، وجلسات السمر، وامتداد السهر.
جمال..سكون الليل، الكل راح وارتحل لينام في سبات عميق، وسكن الكون، وخيم الظلام.
جمال النهار، مع إشراقه يوم جديد، ترسل الشمس مداد أشعتها، لتضيء في الأرجاء، ويزداد رونقها ونقائها، مع أول نسمات الصباح، معلنة عن بدء نهار جديد حافل بالأمل والعمل، والسعادة والنشاط والانطلاق.
جمال السماء وعظمها وكبرها واتساعها، ورونق ضيائها، وروعة ألوانها، وإتقانها وارتفاعها، وتناثر النجوم، وتشكل السحاب، وقرص الشمس، ودوران الكواكب، ولمعة القمر
كل ذلك في عرس بهيج أعلى السماء.
جمال الأرض وانبساطها وسعتها وتنوع خيراتها، واختلاف وتلون الجمال عليها.
جمال النبات.أشجار وثمار، وزرع وأزهار، وقطوف دانية، تسقى بماء واحد فتخرج مختلفة المذاق واللون والرائحة، ونسمات صافية، وهواء عليل ، يراقص النخيل، بلطف وارتخاء.
جمال.. الألوان والأشكال الطبيعية، زرع أخضر، وسماء زرقاء، وماء صافي رقراق، وطيور وأزهار وفراش وأسماك.. تلامع في الشمس مثل الدرر، متداخلة مع بعضها بألوان زاهية بعضها من بعض.. فنظرة واحدة لزهرة متفتحة، زكية الرائحة. تكفي لمعرفة سر هذا الكون!
جمال المطر، وقد تجمعت السحب العظيمة، بأشكالها اللطيفة، فأرخت ستارها على شعاع الشمس، فغيم الكون، واشتدت الرياح، فتلاقت سحابتان كبيرتان، وتعانقتا عناقا حارا، فعلا صوت الرعد، و التمع البرق، وتدفق المطر، قطرة قطرة، في نظام عجيب ودقيق، لا تلتصق إحداهما بالأخرى!! فجرى الماء، ونمى الزرع، وأثمرت الأشجار، وتفتحت الأزهار، وفاح الشذى.. فغرد البلبل بصوته الرقيق، ودار النحل ليحسوا الرحيق، وانتشر الناس في كل طريق.. وانتعشت الحياة.
جمال البحر نقاء واتساع ، وروعة وإبداع.
وتسلسل الموج وارتخاءه كأنامل سارت على الأوتار، ومشهد الغدير الملتف بالأزهار كمرآه زهت بإطار ، وانحدار الأنهار
ورقرقة الماء وانسيابه على الصخور والروابي ، وجريان الماء الصافي بين الجبال والوديان.
جمال: الإنسان، تناسق وتألق، وتوازن مطلق.
ثغر بسام، وشعر يتمايل مع الأنسام، وصفاء ونعومة في الأجسام.
وإبداع في العيون، ونور يتلألأ كالنجوم.
وقامة مستقيمة، وبنية محكمة، وملامح ثابتة
لا يد أطول من يد، ولا رجل أدق من رجل
ومعامل وأجهزة وتركيبات.. تتحرك بلا توقف، وبدون تدخل من الإنسان، الكل يعلم وقت عمله وراحته.
وتنوع في الأذواق، والأشكال والهوايات، والأصوات، بل والجمال..

************
ليل ونهار لا يختلفان، شمس وقمر لا يتسابقان، زرع وثمر مستمران.
أرض وسماء ثابتان لا يهتزان، بحر وأنهار يجريان ولا يتوقفان.
الكل يسير بأدق نظام وأعظم استمرار.
جمال وعظمة وجلال!
جمال غاب أو ظهرا .....  بما قد لا يرى ويرى
عن التسبيح ما فترا......... بصوت رائع المعنى
قال تعالى: [هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)] لقمان.

أليس كل ذلك الجمال والتناسق .. دليلا واضحا على وجود الله تعالى الواحد القادر الحكيم الجميل.. خالق الكون ومدبره.

قال تعالى:[ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. (10)] إبراهيم.
***
والآن..
ما أجمل وأروع تلك الاستراحة السعيدة، الجميع يحب الطبيعة والجمال، ويتمنى أن يخلد في ذلك المكان، ولكي تدوم تلك الاستراحة الممتعة، والجمال الباهر..
جمال الحكمة الكبرى ..... بما رب الورى أجرى
نعيش حياتنا دهرا ........... ونمضي مثلما جئنا
فالعاقل السعيد من يحجز له مكان هناك .. في الجمال الدائم، والنعيم المقيم.
إذا انتهت الحياة هنا ....... ورب الكون أكرمنا
وفي الجنات أنزلنا ........... فقد فزنا وما متنا
_______________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق