[ توحيد الله: هو الأول ]
,
توحيــــــد الله هو الأولـــــُ
|
ولديــن الله هـــو المدخــــلُ
|
|
مــن شــــــاء دخـــول حــدائقه
|
مــن هــذا المدخل فليدخـــــلُ
|
لقد تفضل الله تعالى علينا بنعمة الإسلام، ورضيه لنا
منهجا للحياة، ومرجعا وأصلا نتحاكم إليه ونقتبس النور منه، وبين فيه
كل متطلبات الإنسان، بأوضح بيان، وأسمى وأرقى نظام، وأدق وأحكم اتزان.
إن الإسلام هو النعمة العظمى، والرحمة الكبرى لبني
الإنسان. فهو دين التوازن، جاء لينظم ويوازن حياة المسلم ليرقى به في جميع جوانب
الحياة.
رابط موضوع سقط من ترتيب الكتاب وموجود في رابط الوورد
http://sanaalfagr.blogspot.com/2012/11/blog-post_3281.html
الإسلام ليس دين معرفة، أو رهبنة وتعكف في الصوامع، أو
معجزات وخوارق، ؛ إنما هو دين واقع وعمل، وإخلاص، وبذل، وتضحية، وفداء، واجتهاد..
إن الإسلام مصدر سعادتنا، ومنبع حياتنا، وشافي أمراضنا،
وهادينا ومنقذنا، و منظم حياتنا، وجميع أمورنا.
**
الإسلام: دين العتق من ذل عبادة العبيد إلى الذل لعبادة الله الواحد رب العباد.
الإسلام: أفضل وأكمل الأديان. دين الفطرة- فيه كل ما أيحتاجه الإنسان
ويحبه. دين العزة، و الخلق السامي والقيم الرفيعة، دين الحب والسلام والعدل
والنظام، والطهر والعفاف والشرف، دين الأمان والراحة والطمأنينة.. دين الرحمة،
والسماحة، والوسطية، والتوازن، واليسر، والسعادة، والعدل، والحرية..
الإسلام: الدين الثابت الراسخ. الذي يحاربه العالم بأسره، بجميع الإمكانيات
والطاقات: الفكرية والعلمية والأخلاقية والروحية، وفي كل زمان ومكان!!
خوفا وإجلال أن ينتشر! وتلك الحقيقة.. أعظم دليل على قيمة الإسلام.
والعالم يعرف كل ذلك. فلم يأتي الحقد والحسد على الإسلام من فراغ !!
بل جاء ذلك الحقد والحسد.. عندما عرفوا صورة الإسلام الحقيقية.
ومهما حاول العالم أن يهزه فسيظل ثابت أرسى من الجبال الرواسي. كالنخلة.
تعطي بلا مقابل وباستمرار.. جذورها ثابتة ولو حاولت كل القوى اقتلاعها من الأرض، تهز
الرياح أوراقها يمنة ويسرة، ولكن لا تضرها الرياح شيء، فعما قريب تسكن الريح وتظل
تلك النخلة باسقة في أعالي السماء.
قال تعالى: [أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ
بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)]إبراهيم.
هكذا ضرب الله تعالى مثل الإسلام كالنخلة
الثابتة وأما الكفر فكالشجرة الكبيرة كثيرة الأوراق تخدع الناظرين، ولكن جذورها
فوق الأرض ليس لها قرار!!!
***********
قال r: [بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان] متفق عليه (البخاري:1/46،مسلم:16)
التوحيد: هو إفراد الله تعالى بالعبادة
قال تعالى: [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ (163)]
البقرة.
إله واحد مستحق للعبادة، و الشكر والحب والثناء
والذل والخضوع..
لأنه: ربنا، الرحمن العطوف بجميع خلقه، الرحيم
بعبادة المؤمنين خاصة، الكريم الذي يغدق علينا بنعمه التي لا تنفد، بلا مقابل ودون
انقطاع! العدل يوفينا جزاءنا ويأخذ حق من ظلمنا، فلا نظلم عنده مثقال ذرة، السلام
يعطينا الأمان والاطمئنان والحصانة والسلامة والنجاة، العليم بكل شيء وقبل كل شيء
وبحالنا وضعفنا، اللطيف يوصل لنا مصالحنا وما ننتفع به برفق ومن حيث لا نحتسب،
الرزاق المتكفل بجميع أرزاق الخلق وإيصاله
لكل نفس، الحفيظ يحفظ عبادة من المهالك، ويحفظ السماوات والأرض، الصبور فلا يعجل
عقابه وعذابه مع عظم المعاصي وتمادي الخلق في الطغيان، الحليم الذي يصفح عن الخلق
مع القدرة عليهم، يرى سبحانه العصاة من خلقة فيرزقهم ويرحمهم.. الغفار الذي أظهر
الجميل من الحسنات وستر القبيح، الذي يغفر ذنوب عبادة مهما تكررت! العفو يصفح عن
الذنوب، ويمحوها فلا يجازي بها، الشكور الذي يشكر اليسير من الطاعة، ويثيب عليها
الكثير من الثواب، ويعطي الجزيل من النعم، الجبار يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر المنكسرة
قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، ويصلح حال العبد
بتخليصه من شدته ودفع المكارة عنه. الحكيم الذي لا يفعل ولا يقول إلا الصواب، العلي المتكبر العظيم
القوي العزيز.. القادر على كل شيء، الملك المستغني بذاته تعالى وصفاته وأفعاله،
المحتاج إليه كل أحد! القدوس المتنزه عن كل العيوب والنقائص، سبحانه لا يدرك مدحه
وثناءه أحد..
قال تعالى: [أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا
أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ] سورة يوسف.
كم إلهه نعبد؟ ولمن نلتجئ لتلك الآلهة في الضر؟
هل جميع الآلهة قادرون على فعل كل شيء أم بعضهم أقوى من الآخر؟ وإذا كانوا متساوون
في كل شيء فما فائدة تعداد الآلهة؟ لم لا يكون إلها واحدا ؟!!
قال تعالى: [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ (40) (40)]
سورة يوسف
إلهه واحد نلتجئ ونستعين به وندعوه وحده ، حتى لا
يتشتت أمر العبد، فهو واحد قوي قادر على كل شيء نطلب منه النفع والخير.. ذلك
الدين القيم! [ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ
بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) ]
سورة يوسف.
إن التعبد لإله واحد ، يرفع الإنسان عن العبودية
لسواه، ويقيم في نفسه المساواة مع جميع العباد، فلا يذل لأحد، ولا يحني رأسه لغير
الواحد القهار.. فليس هناك إلا قوة واحدة، ومعبود واحد.
قال تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا
قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)] الأنعام
إن توحيد الله تعالى بالعبادة والعقيدة الصحيحة، مع فعل أركان
الإسلام، واجتناب الكبائر.. ضمان أكيد للجنة، بإذن الله تعالى.
**
معنى شهادة أن لا إله إلا الله:
أن لا معبود بحق إلا الله. أي: لا إله يستحق أن يعبد إلا الله تعالى.
"لا إله" نافياً جميع ما
يعبد من دون الله: أي أن جميع ما يعبد من دون الله باطل لا يستحق الإلوهية
والعبادة، والبراءة من كل معبود سواه .
" إلا الله" مثبتاً
العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته ونفيها عما سواه، كما أنه لا شريك له في
ملكه وحُكمة وأمره.. فلا تصرف العبادة إلا
له تعالى، ولا يدعى إلا الله وحده ولا يستغاث إلا به ولا
يتوكل إلا عليه ولا ينذر إلا له ولا يذبح إلا له، ولا
يخاف إلا منه، وجميع أنواع العبادات لا تصرف إلا له تعالى.
**
معنى: وأن محمد r رسول الله:
أي: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله تعالى
بالإسلام لناس كافة، ولثقلين، وأنه مؤيد بوحي من الله تعالى، فلا ينطق عن الهوى،
وله وحده العصمة الخالصة، فلذلك لزم:
طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن
لا يعبد الله إلا بما شرع، قال تعالى: } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128){ التوبة.
*******************
وتتضمن الشهادتان إجمالاً شيئين
أساسيين يقوم عليهما دين الإسلام:
الإخلاص والإتباع. الإخلاص لله في العقائد والعبادات
والأعمال، وإتباع سنة رسوله r.
ولا يأخذ دين الإسلام إلا من مصدرين
اثنين فقط:
كتاب الله تعالى، وسنة الرسول r الصحيحة [بفهم سلف الأمة]
ويجب الاعتقاد الصحيح في الله
تعالى، فنؤمن بأنه واحد فرد، يدبر ويقوم على الكون كله، مستحق وحده للعبادة، له كل
صفات الكمال والجلال والجمال والحكمة.. فنثبتها له تعالى كما أثبتها لنفسه في
كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بدون تمثيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تعطيل،
كذلك نؤمن بملائكته، بأنهم عباد الله تعالى مخلوقون من نور لعبادة الله تعالى
والقيام بأوامره، وأن ليس لهم شرك في ملكه وأمره. إنما هم عباد الله تعالى. ونؤمن
بجميع الرسل والكتب، المنزلة على رسله، كما ذكر الله تعالى في كتابة وعلى لسان
رسوله r. وأن جميعها
منزل من عند لله تعالى كالتوراة والإنجيل.. ولكن: قبل أن يتم تحريفها وتأويلها.
وأن القرآن العظيم هو آخرها وأفضلها. ونؤمن أيضا: باليوم الآخر–يوم القيامة- أنه
حق وصدق، وفيه يجازى الجميع على عمله في الدنيا، ثم إلى الجنة أو إلى النار،
وأخيرا: نؤمن بالقدر، أنه كله من عند الله وأنه تعالى يقدر كل شيء بحكمة وعدل سواء
علمناها أو لم نعلمها.
كذلك.. يجب الاعتقاد الصحيح في الصحابة رضوان الله
عليهم..
أنهم أفضل وأكمل الأمة على الإطلاق، جميعهم دون استثناء، وأن الله
تعالى قد رضي عنهم، واصطفاهم لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولنشر دعوته، وقد قاموا
بواجبهم في نشر الإسلام في أرجاء الأرض، على أفضل وجه. وكذا الاعتقاد في جميع
أزواج النبي r والصحابيات..
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق