الجمعة، مارس 23، 2012

مالي سواك يا الله

مالي سواك يا الله

ها أنا أعيش هنا وحيدا، بين همومي وآلامي، وذنوبي وأوزاري،  وآهاتي وأحزاني،غريب! ذليل  بين يدي ربي.
عذاب ربي أليم، وبطشه شديد، وانتقامه عظيم، وأخذه قوي عزيز، وهو القادر لا يعجزه شيء. ونحن جميعا في قبضته وسلطانه. لا مفر ولا مهرب. إن أراد عقابا بأحد فلن تقوى الدنيا كلها على إنقاذه ولو أقرب الأقربين، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل، فقد أمهلني أياما وأعواما..
يا رب مالي سواك. من ينجيني غيرك. من يرحمني إن لم ترحمني؟! من يعطيني إن حرمتني؟! من يساعدني إن تركتني؟! من يحفظني إن تخليت عني؟! من لي غيرك يا الله !!!



سفري بعيد وزادي لن يبلغني ... وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولى بقايا ذنوب لست أعلمها .......... الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عنى حيث أمهلني...... وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ......... ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا ... على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت ... يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها ... وأقطع الدهر بالتذكير والحزن
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها ... فهل عسى عبرة منها تخلصني
كأني بين كل الأهل منطرحا ... على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد تجمع حولي من ينوح ومن ... يبكي على وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ...  ولم أر الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها ... من كل عرق بلا رفق ولا هون
واستخرج الروح منى في تغرغرها ... وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا ... بعد الإياس وجدوا في شرا الكفن
وأودعوني على الألواح منطرحا ... وصار فوقى خرير الماء ينظفني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفاه ... على رحيل بلا زاد يبلغني
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا ... أب شفيق ولا أخ يؤنسني
فامنن على بعفو منك يا أملى ...  فإنني موثق بالذنب مرتهن
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا ...  وصار وزري على ظهري فأثقلني
فلا تغرنك الدنيا وزينتها  ... وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوا الدنيا بأجمعها ...  هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذ القناعة من دنياك وارض بها ... لو لم يكن لك إلا راحة البدن  
قال تعالى: [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)] سورة آل عمران.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله خير الجزاء وزاد من امثالكم

    ردحذف