الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الأسلوب المثالي السادس: الجود والكرم


الأسلوب المثالي [ السادس ] لنجاح وتأثير الدعوة:

(( الجــــــــــــــــود والكــــــــــــــــرم ))
**
الجود والكرم: دليل على القرب والرحمة، وطيب النفس والوفاء والإخاء..
الجود والكرم: باب فسيح مفتوح يلجه الجميع بدون تردد..
الجود والكرم: إن دق باب القلوب، فتحت القلوب بابها على مصراعيه
وجميع الخلق مجبلون على حب المال، ومن أكثر ما يحتاجون إليه في دنياهم الأموال..
لذلك.. فإن أكبر ما يتقرب به الشخص للآخرين، وأفضل ما يؤثر في الإنسان أن يتقرب له الآخرين بما يحب.. فيقبل حينها الشخص معظم الأشياء مقابل الجود أو إعطائه ما يحب !!
**
ولم يترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلوبا محبوبا للخلق إلا وأرشدنا إليه..
عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل، فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمد يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها" رواه مسلم: 2311
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألف أناس من ضعاف الإيمان –بالجود والكرم- ليكسب قلوبهم، ويزيدهم قربا ، ويؤثر ذلك في الدعوة إليهم.. وتقبل الدين والعمل به..
عن أنس رضي الله عنه :أن أناسا من الأنصار قالوا ، يوم حنين ، حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازان ما أفاء . فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش . المائة من الإبل . فقالوا : يغفر الله لرسول الله . يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ! . قال أنس بن مالك : فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قولهم . فأرسل إلى الأنصار . فجمعهم في قبة من آدم . فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : " ما حديث بلغني عنكم ؟ " فقال له فقهاء الأنصار : أما ذوو رأينا ، يا رسول الله ! فلم يقولوا شيئا . وأما أناس منا حديثه أسنانهم ، قالوا يغفر الله لرسوله . يعطي قريشا ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر . أتألفهم . أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال ، وترجعون إلى رحالكم برسول الله ؟ فوالله ! لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به " فقالوا : بلى . يا رسول الله ! قد رضينا . .صحيح مسلم: 1059
**
والجود والكرم.. يُعطى ابتغاء وجه الله تعالى وحده، ورجاءاً في هداية الناس، وخوخا عليهم من العذاب والعقاب...
فإن أُعطى بهذه الطريقة، فلن يندم الداعية أبدا، ولن يبخل.. على ما بذله وما يبذله في سبيل الله..
قال صلى الله عليه وسلم: [ إني لأعطي الرجل، وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكب في النار على وجهه ] صحيح البخاري:1478
**
فالجود والكرم.. أسلوب محبب للخلق، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه.. فلنحافظ عليه، ونتحراه، لنكسب القلوب وتؤثر دعوتنا في النفوس.. ونفوز أخيرا بمقصودنا رضا الله تعالى وثمرة استجابة الناس لدين الله تعالى.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق