الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الأسلوب المثالي الأول: التدرج والبداية بأولى من الأعمال



لنقطف أولى زهرتنا من ذالك البستان الفسيح..

زهرة: متفتحة زكية، وردية نقية، يسيل نداها قطرة قطرة بلطف وارتخاء..
لتسقي القلوب شيئا فشيئا، من أعلى لأسفل، بتمهل ورفق
ليثبت الندى، ويسكن في القلوب.
*
الأسلوب الأول:
(( بدء الداعية بالأولى من الأعمال، ثم الذي يليها، إن هم أطاعوه ))

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي r بعث معاذا رضي الله تعالى عنه إلى اليمن فقال: [ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم] (البخاري/1- 1331)
فوائد الحديث:
1-   البدء بالأهم والفرائض من الأعمال، قبل غيرها من السنن والواجبات.
2-      التدرج- أي: أخذ الدين خطوة خطوة –عدم أخذه جمله-
3-      العمل- أن لا ينتقل إلى الخطوة التي تليها حتى يعمل بالأولى، لضمان الاستمرار.
فهذا الحديث أصل من أصول الدعوة إلى الله تعالى، ومن أعظم فنون الدعوة، فشرائع الإسلام كثيرة ومتعددة، لذلك أمر الإسلام أن يبدأ المسلم بالفرض ثم بالأفضلية من الأعمال، ثم الذي يليه.. الأولى بالأولى..لضمان الاستمرار والمداومة على طاعة الله عز وجل.. فالمشي على خطوة واحدة ثابتة، خير وأقوم وأثبت من المشي على خطوات كثيرة غير ثابتة.
ويؤكد لنا قول عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ، قالت: " إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا " (البخاري:4707/2)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق