الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الأسلوب المثالي الرابع: القدوة


(( الأسلوب المثالي: الرابع ))

القــــــــــــــــــــــــدوة

الزهور أجمل ما في البستان.. !!
لأن الزهر لا يكتفي بتواجده فحسب ؛ إنما يتميز عن الأشجار والأعشاب والحشائش التي حوله..
بجمال المظهر، وطيب الرائحة، وروعة الألوان الجذابة، وانتشار الشذى ..
فنظرة واحدة لزهرة جميلة ملونة.. معطرة بأريج فواح..
كفيلة بتغير الفكر، وصفاء الروح، وراحة القلب، واطمئنان النفس، واسترخاء المشاعر..
تلك هي القدوة..
جمال حقيقي يظهر على الروح المؤمنة، وطابع أصيل يتوجها في كل مكان، وأينما سارت يصحبها لتنقل عبق الإيمان لناس في صورة حية واقعية..
 صامته !!
لا تحتاج لقول.. بل تكتفي بالفعل.
القدوة..
تأثيرها : أقوى بكثير من الكلمات والإيحاءات..
مفعولها: سريع.. ويستغرق وقتا أقل من الحديث ساعات طوال..
نتيجتها: التطبيق الصحيح، المقنع، المفيد..
***
قال تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)] الأحزاب.
·        في صلح الحديبية، رفض المشركون دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى مكة لأداء فريضة الحج، وتم عقد صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين، عندها أصاب المسلمون حزنا شديدا عندما علموا أنهم سيرجعون دون أن يؤدوا فريضة الحج، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالحلق والتحلل من الإحرام وذبح الهدي، فلم يقم منهم أحد لتنفيذ الأمر!! لما هم فيه من حزن، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم ودخل إلى زوجته-أم سلمه رضي الله عنها- يشكوها مما حدث من أصحابه، فأشارت عليه بأن يخرج هو صلى الله عليه وسلم، ويحلق وينحر،
·        فخرج صلى الله عليه وسلم وحلق ونحر، فعندما رآه المسلمون قاموا إلى هديهم فنحروها، وحلقوا رؤوسهم.. إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
كوني..
أيتها الأم الغالية، قدوة لأبنائك، وأنت أيتها المربية والمعلمة كوني قدوة لطالباتك وأجيال المستقبل، وأنت أيتها الداعية صاحبة الهمة العالية.. كوني قدوة في كل شيء لجميع من حولك –جيرانك، أصدقائك، أقربائك..-
قدوة:
بالأخلاق، وجمال المظهر، وحسن الأدب، وتطبيق الشرع باطنا وظاهرا...
فالقدوة تغير الآخرين.. وهي سهم يدخل العيون والقلوب..
ويسبق الأسماع.. ليحرك الآخرين ويحفزهم على فعل الخيـر..
**
ولن تكون لدعوة ثمرة إلا إذا طبقت أولا على صاحب الدعوة وتتوجها وجعلها عنوانه الذي يعرف الناس الطريق إلى الدعوة من مظهرة وسمته.. قال تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود...]
فكم رأينا من داعية مظهره لا يمد لشخصية المسلمة الحقة بصلة.. وكذلك أقواله وأفعاله.. وفي ذلك يقول الله تعالى: [ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ] آية عظيمة لو تدبرناها.. يقول تعالى..أنأمر الناس بالبر وفعل الخير والعمل الصالح.. وننسى أنفسنا التي لا بد أن نبدأ بها أولا!! والمشكلة أننا نتلو الكتاب.أي نعلم ويوجد عندنا علم فهلا أمرنا أنفسنا أولا؟؟!! يقول تعالى: (( أفلا تعقلون )) سبحان الله!! فالعاقل الذي يريد الخير ..عليه أن يبدأ أولا بنفسه وسينعكس تلقائيا عمله الصالح على للآخرين..وتلك هي القدوة الحقيقية.
________________________________________________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق