الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الأسلوب المثالي الخامس: الاقتصاد في الموعظة


الأسلوب الخامس لنجاح وتأثير الدعوة
(( الاقتصاد في الموعظة ))

للبشر طباع معينة يتفقون عليها، سواء قلت نسبتها بين شخص وآخر، فهم  جميعا مجبلون على نفس الصفات والسمات..
ومن تلك الطباع: (( الملل ))

وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابة بقوله سبحانه: [ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)] سورة النساء.
والنفس البشرية تمل مهما عظم عندها الشيء، فبطبعها تحب التغيير وعدم الثبات على شي واحد
كذلك من عظمة دين الإسلام، ومراعاته واتفاقه مع القلوب التي خلقها الله تعالى، فقد تنوعت العبادات ودرجاتها ومنزلتها، حتى لا تسئم النفوس و تمل..

وأكد ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث..
عن حنظلة بن جذيم الأسدي التميمي، قال." لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت ؟ يا حنظلة ! قال قلتنافق حنظلة . قال : سبحان الله ! ما تقول ؟ قال قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . يذكرنا بالنار والجنة . حتى كأنا رأي عين . فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات . فنسينا كثيرا . قال أبو بكر : فوالله ! إنا لنلقى مثل هذا . فانطلقت أنا وأبو بكر ، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلتنافق حنظلة . يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما ذاك ؟ " قلت : يا رسول الله ! نكون عندك . تذكرنا بالنار والجنة . حتى كأنا رأى عين . فإذا خرجنا من عندك ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات . نسينا كثيرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ! إن لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذكر ، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم . ولكن ، يا حنظلة ! ساعة وساعة" ثلاث مرات .) صحيح مسلم: الصفحة أو الرقم:  2750
***********
وها هو الصحابي الجليل "عبد الله بن مسعود رضي الله عنه" يعلمنا أسلوب مثالي لدعوة ، تعلمه من صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم..
[[ كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ؟ قال : أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم ، وإني أتخولكم بالموعظة ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها ، مخافة السآمة علينا .]] يتخولنا: أي يتعهدنا
الراويعبدالله بن مسعود- صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 70
____________________________
فعلى الداعية إلى الله تعالى، أن يتنبه إلى ذلك الأسلوب، فلا يكثر على المدعوون المواعظ والنصيحة، بل يتحرى الوقت المناسب، ولا يطيل في والمحاضرات،ويكتفي بالدروس الموجزة.. 
[خطبنا عمار . فأوجز وأبلغ . فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان ! لقد أبلغت وأوجزت . فلو كنت تنفست ! فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته ، مئنة من فقهه . فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة . وإن من البيان سحرا " .الراوي: عمار بن ياسر، صحيح مسلم: الصفحة أو الرقم: 869،مئنة من فقهه: أي علامة على فقهه
فمن أراد أن تنجح وتُأثر دعوته،فليلتزم بذلك الأسلوب ويراعي الآخرين.. ويكفي شرفا لهذا الأسلوب أنه إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
***************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق