الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الأسلوب المثالي الثاني: الرحمة والرفق


((الأسلوب الثاني))

زهرة يحتاجها الجميع، الصغير والكبير، والشريف والعزيز، والمتكبر والمتواضع، والغني والفقير..وفي كل وقت.
زهرة تفتح القلوب .. لترسل مداد رائحتها الزكية إلى الأعماق فتنتعش وتعيش.. في ظل بستان الإيمان.
إنها زهرتنا الثانية في بستان الدعوة
[[ الرحمة والرفق ولين الجانب ]]

[دخل أعرابي المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فصلى ، فلما فرغ قال : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لقد تحجرت واسعا ، فلم يلبث أن بال في المسجد ، فأسرع إليه الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أهريقوا عليه سجلا من ماء ، أو دلوا من ماء ، ثم قال : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين]صحيح الترمذي للألباني الصفحة أو الرقم 147:،وفي رواية: (فقال الأعرابي بعد أن فقه : فقام إلي بأبي وأمي فلم يؤنب ولم يسب فقال إن هذا المسجد لا يبال فيه وإنما بني لذكر الله وللصلاة ثم أمر بسجل من ماء فأفرغ على بوله) صحيح ابن ماجة للألباني الصفحة أو الرقم 434:
هذا هو أسلوب قائدنا ورسولنا رسول الرحمة، الذي أوتي الكمال في كل جانب وخاصة جانب الدعوة الذي أرسل لأجلها.
قال r: [اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به] رواه مسلم/1828، وقال صلى الله عليه وسلم: [ إن شر الرعاء الحطمة ] متفق عليه، والمعنى: الرعاء: جمع راع، والحطمة: العنيف برعاية الإبل، ضربه صلى الله عليه وسلم مثلا لوالي السوء، أي: القاسي الذي يظلمهم ولا يرق لهم ولا يرحمهم."رياض الصالحين"
تحذير لدعاه من قائد الدعاه، رحمه وشفقة بالناس.
عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه، قال: [بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ عطس رجل من القوم . فقلت : يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم . فقلت : واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي . فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم . فلما رأيتهم يصمتونني . لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني . قال " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء منكلام الناس . إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن] رواه مسلم:537.
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم –معلم الرحمة- الذي يعلم يقينا أن ذلك هو أنجح أسلوب لمعاملة الجاهلين ببعض أمور الدين.
***
كان أصحب ابن مسعود رضي الله عنه إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون لهم: مهلا رحمكم الله مهلا رحمكم الله.
___________________________
ارحموا العاصين !!!
إنهم إخواننا وأهلينا.. قد أوقعوا أنفسهم في الهلاك، وتعرضوا لعذاب الله تعالى وعقابه.
ارحموهم..
فنحن كنا مثلهم.. وأنعم الله علينا بالهداية..
وكم كنا نحتاج إلى الرحمة في مثل ذالك الوقت..
إن قلوبهم طيبة ورقيقة.. ولكنها تحتاج وتفتقر الرحمة، وأيديهم تمتد لنا لعلها تجد يد حانية تنقذها.. وأعينهم تتقلب يمنة ويسره تراقب وتبحث عن أنفس رحيمة
لما القسوة ؟؟!!!
حتى إن لم يستجيبوا لنا !! هل القسوة هي الحل الوحيد!!
ليس هناك أنجح ولا أفضل من الرحمة والرفق ..
**
لقد قال تعالى لموسى عليه السلام عندما أرسله لأطغى إنسان، قد بلغ وتجاوز حد الكفر والتجبر والتكبر على الله تعالى: [اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) ] سورة طه.
فالجميع إذا يحتاج لرحمه والرفق والقول اللين، مهما بلغ ومهما كان..هذا هو الطريق إلى القلوب.
**
الرحمة..
ترقق القلوب، وتفتحها، وتفيض عليها بالأمان والطمأنينة..
والثبات والاستقرار..
وسنظل نكرر دائما تلك الكلمة
" ارحمـــــــــــــــــــــــــــوا العاصين "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق