الخميس، سبتمبر 29، 2011

العرب... بين اللهو والطرب

العرب... بين اللهو والطرب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...وبعد،،
أخواني وأخواتي الأعزاء...لم يجرني لكتب هذا الموضوع إلا بعد مشاهدتي لمقطع فديو عنوانه-ماذا يتعلم اليهود وماذا يتعلم العرب-هذا المقطع يحتوي على أطفال اليهود في إحدى المدارس وتقوم مدرسة بتعليمهم الدين اليهودي وتبين لهم حدود بلادهم أنها من النيل إلى الفرات وترمز لهم بشعارهم وهي نجمة داود عليه السلام ..والأطفال يرددون ورائها بحماس شديد وصوت مرتفع ،وقد وضعوا على رؤوسهم شريطاً أبيضاً مختوم علية برمزهم(النجمة)،أما المقطع الثاني فهو عن العرب وفيه ثلاث مقاطع،الأول:طفل يلعب ويرسم بالقلم على الورق وهو ينشد (أنا البندورة الحمرا)،والثاني:طفلان صغيران لم يتجاوزن الخامسة يرقصن على آلات الموسيقى،والثالث:فصل دراسي لطلاب الثانوية تقريباً قد نزعوا ماعلى رؤوسهم ووضعوها على المكاتب وقاموا يتغنون على الحب ويرقصون..فعلاً العرب بين اللهو والطرب
إن من الإذاعات العربية المشهورة"العالم يغني هذا الصباح"إذا فلننظر حالنا ونتأمل فيمن حولنا ،الأم ترقص الأب يغني الأبناء بين هذا وذاك!!!الشوارع مضجة بالأصوات السيارات تنبعث منها أصوات الموسيقى الصاخبة المحلات قد تنوعت بالأغاني العربية والأجنبية أبناء الشوارع يرقصون المدارس لاتستطيع أن تعلم الرياضة والأناشيد أو تقوم بالحفلات إلا على آلات اللهو والطرب...العرب بين اللهو والطرب
********************
لنتساءل معاً ماسر تقدم الغرب على العرب هل حواسهم وقدراتهم وأفكارهم أكبر أو أزيد منا ،هل دياناتهم أفضل منا لذا يسعون بكل جهودهم لينصروا دينهم؟؟؟؟؟؟ إذاً ماسر!!!
السر هو أن المجتمع الغربي مجتمع التزم بالجدية والنظام والنشاط فحققوا أعلى وأسمى الحضارات ..والمجتمع العربي التزم باللعب والطرب!!


إن الجدية والنظام هي أساس لكل نجاح وتقدم ،ولما تخلى عنها المسلمون أصابهم ما أصابهم.
لنتأمل مثلاً أحوال الدول الأوربية في التعلم نجد أن مُدة الدراسة من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً،ماذا لو طبقنا هذا النظام في مدارسنا؟بالتأكيد سينسحب الجميع..ولكن لماذا؟لأنهم لم ينشئوا على ذلك منذ الصغر،فالطفل إذا غرس فيه منذ الصغر أن الأساس هو العلم وليس اللعب سينشأ على الجدية وحب التعلم،ولن يشعر بالملل والتعب لأنه غرس في قلبه أن العلم أهم بكثير من اللعب.
يوجد عند الطفل قدرات هائلة ومواهب كثيرة لو نميناها وحافظنا عليها لأصبح جميع الأطفال علماء ومخترعين...لكن يبدوا أننا مشغولين جداً باللهو والطرب عنهم!!!
إن الواجب علينا الآن أن نسعى جميعاً بالجدية والنظام في حياتنا ولنستدرك ما فاتنا ،وأن نسعى بكل مانملك لإصلاح الأطفال وتنشئتهم على الدين والعلم والعمل ..
- لماذا أطفالنا يتغنون بالحب والطماطم والأرنب...وأطفالهم يتغنون بقساوستهم وأحبارهم!!
- لماذا نقص لأطفالنا قصص الأرنب والثعلب..وهم يقصون لأطفالهم حدود بلادهم!!
إن واجب هذه الأمة بأسرها أن تجد وتجتهد في جميع أمورها ،على الرئيس في العمل أن يحافظ وينظم المواعيد والعمل،وأن يتفقد موظفيه ،لقد سمعت ممن أثق فيهم أن بعض النساء يذهبن إلى أعمالهن ويصطحبن معهن لاأقول أبنائهن ولكن بعض الخضروات كالفاصوليا والملوخية..لينظفنها هناك!!أين الرئيس أين الوكيل...بل وربما بعض الموظفين يذهب ليوقع حضوره ويخرج!! إن الأخذ على يد الموظفين لايعد تعسفاً وظلما إنما هو أنفع لديننا ومجتمعنا ،قال صلى الله عليه وسلم: [أحب الناس إلى الله أنفعهم]السلسلة الصحيحة،وقال صلى الله عليه وسلم: [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه]صحيح الجامع.
- أين المهندسون والمخترعون ...لماذا لا يعملون بجدية ونشاط...
- لماذا حين نرى المنتجات الغربية نثق فيها ونبادر بشرائها،ونترك المنتجات العربية ؟؟
*واجب عليك أيها المدرس أن تتابع طلابك وتعلمهم الدين وتحثهم على الجدية والنظام والنشاط.
*واجب عليك أيها التاجر أن تتقن عملك وتلتزم بالأخلاق الإسلامية،وتسعى لتقدم لمجتمعك أفضل المنتجات وأجودها.
*واجب عليك أيها المربي أن تربي أولادك تربية إسلامية صحيحة جادة منظمة.
*واجب عليك أيها الطالب أن تجد وتجتهد في دراستك لتخرج لنا أطباء ومهندسين ومخترعين مسلمون ناجحون.
****************************
هل معنى ما أقوله أن نتخذ اليهود والكفار قدوة لنا !!إنهم أحقر بكثير من ذلك...
ولكني أتمنى أن ننظر إليهم بعين العبرة لا القدوة
يوجد لدينا من هو أفضل وأعظم قدوة؛إنه صاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم..
لقد كان ملكاً وقائدا،وعالماً مربيا،وسياسياً داعيا...فكيف استطاع أن يحصل على كل ذلك ؟؟ بالجدية والنظام...
كيف استطاع الصحابة أن ينتصروا على أعدائهم وينشروا دينهم مع قلة عددهم...بالجدية والنظام
لقد كانت حضارة المسلمين في القرون الوسطى من أعظم الحضارات في العالم ،فاقوا جميع الدول وفتحوا المدائن،ونشروا الإسلام والتقدم والمجد...
فلما استمد الغرب منهم أخلاقهم الإسلامية ونظامهم وجديتهم في جميع أمورهم،بعد أن تركها المسلمون... تقدموا عليهم...
*********************************

انظر إلى القائد العظيم "أسامة بن زيد"لم يتجاوز 18من عمره ،لقد كان قائداً لجيش المسلمين كلهم أجمع
وانظر إلى حال شبابنا اليوم من هم في مثل عمره ،ماذا يقودون!!!
تأمل في قصة البطلين العظيمين:"معاذ-ومعوذ"أبناء الثالثة والرابعة عشر،أرادوا قتل أبو جهل فرعون هذه الأمة..،لكن لم يكن مجرد تمني ،وإنما كان لديهم من القدرة والجدية والهمة على ذلك ..ففعلاً قتلاه...
تأمل في أحال أطفالنا اليوم من هم في أعمارهم ،ما هي أهدافهم وأمنياتهم!!!
بل لننظر ونتأمل في حال مجتمعنا كله ،ما هي أهدافهم وما هي طموحاتهم!!
أصبحت القضية الأولى لدى معظمهم ،هي قضية المباهاة والمفاخرة...
اهتموا وسعوا ليأكلوا أفضل الأكلات،وليلبسوا أفخر الثياب،وليستريحوا على أفخم الأثاث،وليتابعوا جديد الموضات،وليشاهدوا آخر الأفلام والمسلسلات،وليتشبهوا بالكافرين والكافرات،وليعلموا بل يغرسوا في قلوب أطفالهم حب الرقص والعري والتفاهات،وليقيموا أجمل الحفلات،نظموا لتلك الأمور تنظيماً دقيقاً والتزموا فيها بالجدية والنشاط!!وماذا عن الدين؟؟!
*****************************
يقول الشاعر:
ومن يعرف المطلوب -------يحقر ما بذل
- ما مطلبك أيها العربي المسلم ؟؟هل مطلوب الكافر أفضل منك!!!
- إنك على الحق مهما بقيت ومهما عشت...وهم على الباطل أينما كانوا...
- إنك تطلب جنة عرضها السماوات والأرض ..وهم يطلبون الشهرة والتقدم ...
- إنك تسعى لنصرة أفضل الأديان وأقومها...وهم يسعون لنصرة حزب الشيطان والأديان الباطلة
***********************************
إن الشيطان يعلم يقيناً أن المسلم على حق وأنه يأجر في كل أعماله ولذلك حاول أن يشغله بأشياء تافهه تصرفه عن فعل الخير والمعروف...أما الكافر فشيطان يعلم أيضاً أنه على باطل ولذلك تركة يعمل ويبذل المعروف ..فليس له جزاء في الآخرة إلا النار...وبأس المصير.
**********************************
عودوا أيها المسلمون لدينكم ،انشره بكل جدية ونشاط ،إنكم تنتمون إلى أعظم دين...
إنكم أساس المجد والحضارة والتقدم والأخلاق..
ها نحن نستقبل عاماً جديداً ،فيا ترى ماذا قدمنا في السنة الماضية لنصرة الدين!!
جاهدوا أنفسكم على تعلم العلم ونشره..وفي تحسين الأخلاق..وإلى الوصول إلى أعلى المراتب وأسمى الغايات...
ليكن شعارنا:
لا لللعب والطرب..لا للفشل والكسل...
نعم للجد والنظام..نعم للفخر بديننا وقيمة ..وبذل كل ما نملك لنشره.
____________________________________________________




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق