الخميس، سبتمبر 29، 2011

ليت لي أم أحكي لها مأساتي

ليت لي أم.. أحكي لها مأسآتي..
كم هي عظيمة، نعمة  (( الأم ))
لا يشعر بها حقا، إلا من فقدها، أو ابتعد عنها، أو تاه وضاع في دروب الدنيا المظلمة..
فيتذكر تلك اليد الحنونة، والقلب الصادق الصابر، والمشاعر الرحيمة، والفيض المتدفق بالبذل والعطاء بلا انقطاع..
فيعلم أن العيش بلا أم  (( عـــــــــــــــــــذاب ))
**
من منا لا ينتمى إلى أم ؟!!
كلنا ولدنا من أمهاتنا!!
فجميعنا حملتنا أمهاتنا في بطنها تسعة أشعر.. عناء وشقاء
وتربينا بداخلها، وشربنا وتغذينا منها.. وتنفسنا من هواءها، وعشنا في أحضانها..
فكان أجمل بيت، وأقوى حصن، وأئمن  مكان..
نرافقها أينما كانت، ونتصل بها في كل وقت، ونحيا بحياتها، ونموت بموتها..
ثم ..


خرجنا من بيت الأمان.. إلى دنيا الخوف والهموم والأحزان..
وابتعدنا عن مصدر الحنان.. لنقاسى التعب والهوان..
**
ولكن !!
أيــــــــــــــن أمــــــــــــي ؟؟؟!!
أين منبع الحنان؟ أين الأمن والأمان؟  أين الرحمة والقرب، والورد والريحان ؟!!
أيــــــــــــــن ذهبتي أمـــــــــــــــي ؟؟
ولدتني وهربتي ؟!  "لمن تتركيني "
أنجبتني وتخليتي عني ؟! "فلما أنجبتيني "
هل تظنين أن أحدا من البشر أحن علي من قلبك أمـــــــــــي ؟؟!
إن كنت تركتيني لتنجبي أطفال أخر، من مصدر آخر، أم أكن يوما طفل بين يديك ؟؟؟؟!!
**
أمي..
ألم تعلمي أن الدنيا خداعة..
أم تعلمي أن ذئاب البشر يتربصون ويحيطون بنا؟؟
ألا تعلمي.. أنني في حاجة شديدة إليك !!
ألا تعلمي.. أنني لا أستغني عن قربك، ولا أستطيع العيش بدونك؟
أمي:
عودي..
ارحمي صغر سني، وشدة حاجتي إليك.. ارحميني كما رحمتك أمك..!!!
أمي:
أحتاجك.. أريدك.. أتمنى أن أراك .. ليتني أراك يومــــــــــــا..!!
**
ليت لي أم..
ترشدني، وتُفهمني، وتحافظ علي، وترحمني، وتدفئني، وتحضنني، وتكون بقربي..
تشعربي في: حزني وهمي، ومرضي.. تفرح بفرحي، وتساعدني، وتقف بجانبي..
*
ليت لي أم..
أحكـــــــــــــــــــي لها مأســـــــــــــــــــــآتي..
قالت تلك الكلمات فتاة في عمر الزهور، وقعت في شبكة "ذئاب البشر" ونهشت جسدها الصغير، وأحاطتها.. ولعبت بها باسم الحنان والرحمة التي فقدتها الفتاة من أمها.. فصدقت وليتها لم تفعل.. فلم يكن هناك من يرشدها، أو يحافظ عليها، وإنما فتاة ضائعة في متاهات الدنيا بلا أم ؟؟!!
قالت: (( ليت لي أم أحكي لها مأسآتي ))
بعد أن استحكم فيها الألم والهموم والأحزان..
قالتها: بصوت حزين، يعزف دما، يشق ظلام الهموم والغموم..
قالتها: بصوت منكسر، نادم تائبــــــ
قالتها..
وهي تبحث عن حل، وتريد الخلاص من أيدي الذئاب الماكرة..
فلم تجد أحدا يقف بجانبها.. فلم تمتلك إلا أن تقول..( ليت لي أم....
*
تلك  الفتاة أعرفها بنفسي..
تركتها أمها.. لوحدها تقاسي أمواج الدنيا بحلوها ومرها..
ولدتها.. وخرجت بعيدا تبحث عن بيت آخر، وأطفال جدد..
استودعتها.. لذئاب وهموم الدنيا..!!
أما والدها، فقلما تراه.. منشغل بالعمل ولا يعرف شيئا عن أسرته؟؟!!
وزوجة أبيها منشغلة ببيتها وأبنائها.. بعد أن انقطعت صلتها بتلك الفتاة لاختلاف وجهة نظرهما..
وهي هنا لوحدها.. تجوب الشوارع، في الليل والنهار، بل وفي ساعات الليل المتأخرة.. تبحث عن قلب حنون!!
فارغة.. تراها في كل مكان: في الحفلات والأفراح والولائم .وووو
رق قلبي لها.. فكتبت كلماتي تلك..
*
تلك رسالتي .. مزجتها بالدموع.. تحكي مأساة كثير من بناتنا..
تركتهن أمهاتهن.. يقاسين الحياة بمفردهن.. مع صغر سنهن..
أكتب تلك الرسالة.. إلى كل أم..
عبثت بعرضها ولوثت وردة بيضاء نقية لا ذنب لها الا أنها تنتمي لتك الأم.
ثم تركتها في صحراء الدنيا تائهة حائرة ضائعة.. وقل من يرحمها!!
وإلى كل أم..
فضلت الطلاق، وتركت أبنائها، وخاصة "بناتها" ضحية وعبئ على  زوجة أبيهم-وقل من يرحمهم-
اصبري من أجل أبنائك، وأصلحي من حالك، وابقي معهم لتحافظي عليهم..
فهل تظنين أن أحدا سيرحمهم أكثر منك؟!!
***********************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق