[هديا قلبية للمصليات في رمضان]
***
أختي الحبيبة: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يردها وهذه هديتي لكِ فأرجو أن تقبليها وتقرئيها كلها ولا ترديها علي.
الهدية الأولى: المحافظة على الصلاة وتأديتها في أول وقتها.
الصلاة ركن الإسلام وعموده، و بها صلاح الدين والدنيا والسعادة الدائمة،فيجب الحفاظ عليها دائماً سواءً في رمضان أو غيره ويتوجب الحفاظ عليها أكثر في أيام النفحات والرحمات ،فهي أعظم الأعمال في تلك الأيام المباركة.
إن كثير من النساء يهملن ويتكاسلن عن أداء الصلوات على وقتها بل ويؤخرنها في تلك الأيام الرمضانية المباركة،فترى إحداهن تأخر صلاة المغرب وقد تجمعها مع صلاة العشاء بحجة تجهيز الإفطار والانشغال بالضيوف وغيره،أو أنها تقدم الإفطار على الصلاة ،وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان هديه أن يُفطر أولاً على تمرات أو رطبات أو ماء ثم يصلي وبعدها يأكل ما شاء،كما أن هذا النظام مفيد جداً من الناحية الصحية فالبطن تكون فارغة تماماً وحينما نملأها بالطعام دفعة واحدة تتأذى وتتضرر،فخير هدي هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
كذلك قد تؤخر بعض النساء صلاة الفجر إما بسهرها طوال الليل،أو أنها تبكر بالسحور ثم تنام وقد لا تستيقظ لصلاة الفجر فلا تصليها إلا بعد خروج وقتها،فلو أنها نامت أول الليل وقامت آخرة لتصلي ولتسحر لكان خير وأبقى،فقد كان صلى الله عليه وسلم يؤخر السحور ويعجل الفطور.
وقد تتهاون أيضاً في صلاة الظهر والعصر بسبب استيقاظها المتأخر من النوم أو بسبب انشغالها بأعمال المنزل...
أختي الحبيبة : إن أفضل عمل تتقربين به إلى الله تعالى في هذا الشهر المبارك هو: الصلاة على وقتها وإتمام ركوعها وسجودها..فهي أفضل من الصدقة والصلة وبر الوالدين،سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم ،أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ( الصلاة على وقتها) خ-1/197- م-1/90وقال تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه) رواة البخاري5/2384
_________________________
الهدية الثانية: فضل صلاة التراويح.
إن هذا الشهر شهر قيام وصيام،عبادة بالليل وعبادة بالنهار،امتثالاً لقول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ،[يا أيها المزمل- قم الليل إلا قليلا- نصفه أو انقص منه قليلا- أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا] وأثنى الله تعالى على أهل الجنة بأنهم: [كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون- وبالأسحار هم يستغفرون] وقال جل وعلا: [أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه...]
ففي تلك الآيات حث الله تعالى نبيه على أمرين:
1- طول القيام ،وبين له تعالى أن عبادة الليل تختلف عن عبادة النهار بقوله تعالى: [إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا] أي أجمع وأشد تثبيتاً في آداء القراءة والصلاة وفهمهما والتدبر فيهما من قيام النهار لأنه وقت انتشار الناس ...
2- تلاوة القرآن بخشوع وتدبر.وقد امتثل الرسول صلى الله عليه وسلم أمر ربه ،فقام وأطال في القيام،وبكى وأكثر البكاء،وخشع وأطال في الخشوع،وقد قال الله تعالى مخاطباً لنا: [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الآخر].
إن قيام الليل عبادة تصل القلب إلى الله تعالى،وتجعله قادراً على تغلب مغريات الحياة وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ونامت فيه العيون وتقلب النوام على الفرش ،لكن قوام الليل يهبون من فرشهم الوثيرة وسررهم المريحة،قال تعالى: [تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم ينفقون- فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون] تتجافى:أي تبتعد وترتفع.
وقيام الليل سنه مؤكدة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم1163،وصلاة الليل في رمضان لها أفضلية ومزية على غيرها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري/2009 ومسلم/759
إن أحلى الليالي وأغلى الساعات يوم يقوم العبد في جنح الظلام،ليصف قدميه أمام الملك العظيم ،ويخشع ويتضرع لمولاه ويسأله من فضله ،وعندما تتلألأ دموع التوبة والانكسار لتضيء ظلمة الليل الكالحة.إن ليل الصالحين قصير لأنه لذيذ ،وليل العابثين طويل لأنه سقيم.
فقصار هن مع الهموم طويلةَ ****** وطوالهن مع السرور قصارُ
صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان: عن أبي سلمه بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها ،كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قالت:(ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيرة على إحدى عشرة ركعة ،يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن،ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن،ثم يصلي ثلاثاً ) رواه –خ/1147-م/738،فالسنة أن تصلى التراويح إحدى عشرة ركعة،يسلم بعد كل ركعتين ،ولا حرج أن يصلي عشرين لكن السنة والأفضل الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في العدد ومحاولة التطويل والخشوع بقدر المستطاع .
توجيهات حول صلاة التراويح:
1- الاستعداد والتهيؤ لها بالتطيب والتزيين ،قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى أحق من تزين له) صحيح الجامع1/652
2- تذكر ثوابها ،وعقد النية المخلصة لله تعالى على أدائها طوال الشهر على أحسن وجه.
3- المجاهدة والصبر على أدائها وعدم التهاون فيها والكسل،وتذكر القيام الأعظم يوم يقوم الناس لرب العالمين .
4- تجنب الأذكار البد عيه قبل وبعد الصلاة.
كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ ***ا لقوم هم ما لهم في الناس أشباهُ
عباد ليلٍ إذا جن الظلام بهم ******** كم عابد دمعه في الخد أجراه
____________________________
الهدية الثالثة: فضل الصلاة المرأة في بيتها.
إعلمي أخيتي أن الله تعالى أباح لكِ الصلاة في المسجد ،ولكن بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن صلاتك في بيتك خير لك وأعظم أجراً من صلاتك في المسجد,قال صلى الله عليه وسلم للمرأة التي قالت له،يا رسول الله إني أحب الصلاة معك،قال: (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ،وصلاتك في بيتك خيرٌ من صلاتك في حجرتك،وصلاتك في حجرتك خيرٌ من صلاتك في دارك ،وصلاتك في دارك خيرٌ من صلاتك في مسجد قومك،وصلاتك في مسجد قومك خيرٌ من صلاتك في مسجدي) رواه أحمد بسند حسن،وقال صلى الله عليه وسلم : (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)رواه خ/119-م/1394
وهناك عدة مخالفات تقع فيها بعض النساء عند الخروج للمسجد:
1- الخروج متزينة ومتطيبة والخلوة مع السائق.
2- اصطحاب الأطفال مما قد يؤذي المصلين ويشوش عليهم.
3- كثرة الكلام والضحك وتضيع الأوقات...والمسجد لم يبنى إلا لطاعة الله عز وجل.
_________________________________
الهدية الرابعة: فضل صلاة الجماعة.
إن لصلاة الجماعة فضائل عظيمة جداً،ونكتفي بذكر واحد منها،قال صلى الله عليه وسلم : (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ-أي الفرد- بسبع وعشرين درجة) متفق عليه-خ2/109-م/650
قال صلى الله عليه وسلم : (من صلى العشاء في جماعة ،فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة ،فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم656
ولكن عندما أخاطبك أختي الحبيبة عن صلاة الجماعة ،لا تظنين أنني أقصد أن تصلي جماعة في المسجد ،لا بل أقصد أن تصليها في بيتك مع أمك أو أختك أو جارتك...لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلا تها في المسجد.
- فما أجمل أن تجمعي بين صلاة الجماعة وصلاتك في بيتك.
____________________________
الهدية الخامسة: تعرفي على سنن الصلاة،وفضلها.
1- تكمل الأعمال قال صلى الله عليه وسلم (( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته؟ ثم الزكاة كذلك ثم تأخذ الأعمال على حسب ذلك )) صحيح الجامع1/ 2574.
2- تزيد الحسنات قال صلى الله عليه وسلم (( صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين )) صحيح الجامع2/ 3821.
3- ترفع الدرجات وتمحو الخطايا قال صلى الله عليه وسلم (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة )) رواه مسلم.
- ومن صلاة النوافل:
1- صلاة الضحى قال صلى الله عليه وسلم (( يصبح على كل سلامى – أي مفصل – من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: (( صلاة الضحى صلاة الأوابين )) صحيح الجامع2/ 3827.
2- قيام الليل قال صلى الله عليه وسلم (( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )) رواه مسلم ، وكان عليه الصلاة والسلام لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان وفي غيره، وقال صلى الله عليه وسلم (( شرف المؤمن قيامه بالليل )) صحيح الجامع1/ 73. وقال أيضا: (( من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا ليلتئذ من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات )) صحيح الجامع2/ 6030.
3- صلاة الوتر قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله تعالى وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن )) صحيح الجامع1/ 1831.
4- صلاة تحية المسجد قال صلى الله عليه وسلم (( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )) متفق عليه.
5- صلاة الإشراق قال صلى الله عليه وسلم (( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )) صحيح الجامع2/ 6346.
6- صلاة الجمعة قال صلى الله عليه وسلم (( من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوه يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامه وقيامها )) صحح الجامع2/ 6405. .
- سنن الصلاة:
أ- سنة الفجر قال صلى الله عليه وسلم (( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )) رواه مسلم.
ب- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( صليت مع الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد الجمعة وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء )) متفق عليه.
ج- سنة العصر قال صلى الله عليه وسلم (( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا )) صحيح الجامع1/ 3493.
7- طول القنوت سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ قال: (( طول القنوت )) رواه مسلم، والمراد بالقنوت: القيام.
8- سجود الشكر، (( كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر يسر به خر ساجدا شاكرا لله تعالى )) صحيح الجامع2/ 4701.
________________________________
الهدية السادسة: أحكام خاصة بالصلاة لنساء في رمضان.
عليك بقراءة القرآن والإكثار من الذكر حتى في أيام الدورة الشهرية، فمن العلماء من أجاز قراءة القرآن وتلاوته للحائض مطلقاً ومنهم من أباحها في الضرورة وأنت الآن في شهر عظيم فاغتنمي شهر رمضان ولا تجعليه يمر عليك كباقي الشهور.
___________________________________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق