الخميس، مارس 15، 2012

مقدمة دورة التجويد


مقدمة

تعريف علم التجويد

التجويد: علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية كما نطقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ مشافهة عن شيخ أو أستاذ عنده إجازة بتعليم التجويد.
بداية علم التجويد: كانت عند اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثالث للهجرة، حيث كثر الخطأ واللحن في القرآن بسبب دخول كثير من غير العرب في الإسلام. فما كان من علماء القرآن إلا أن بدأوا في تدوين أحكام التجويد وقواعده.
معنى التجويد:
في اللغة:  التجويد في اللغة هو التحسين والإحكام والإتقان، يقال جودت الشيء أي حسنته وأتقنته.
أما اصطلاحاً: هو اخراج كل حرف من حروف القرآن من مخرجه دون تغير وقراءته قراءة صحيحة وفق قواعد التجويد الذي وضعها علماء التجويد. ويقال هو: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
حكم تعليم التجويد:
أما حكم تعلم التجويد فهو فرض كفاية، أما العمل به فهو واجب عين على كل قارئ مكلف يقرأ القرآن.
لقوله تعالى (( وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا{{المزّمّل-4}}،


وقد جاء عن علي رضي الله عنه في هذه الآية: الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف.
فائدة علم التجويد وهدفه:
أهم فائدة لتعلم التجويد هو حفظ اللسان من الخطأ (أو ما يسمى باللحن) عند قراءة القرآن الكريم.

واللحن في القرآن نوعان:
اللحن الجلي: وهو الخطأ الذي يطرأ على الألفاظ ويخل بالمعنى المقصود للآية ومثاله استبدال حرف مكان آخر أو تغير حركة بأخرى. وهذا اللحن محرم باتفاق العلماء.
اللحن الخفي: وهو الخطأ الذي لا يغير المعنى ولكن يخالف قواعد التجويد مثل ترك الغنة أو تقصير المد وغيره. وهذا اللحن حكمه أنه مكروه.
**
الأدلة على وجوب التجويد 
من الكتاب الكريم:
- قوله تعالى: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا). وترتيل القرآن لا يكون بغير تعلم التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه .
فالله تعالى أنزل القرآن وبيّن أحكام التلاوة، فهي وحي من الله. ولا يزال عمل القراء من لدن نزوله إلى يومنا هذا على مراعاة هذه الأحكام؛ تلقوها من أفواه المشايخ والعلماء جيلا بعد جيل في أكبر تواتر عرفته الدنيا.
الأدلة من السنة:
منها ما ثبت عن موسى بن يزيد الكندي رضي الله عنه – قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرئ رجلا فقرأ الرجل " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " مرسلة أي مقصورة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله. فقال الرجل: و كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: أقرأنيها هكذا " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " و مدها. رواه الطبراني في معجمه الكبير و رجال إسناده ثقات. وحسّنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (5/279)
و هذا دليل على أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، و هكذا أنكر ابن مسعود قراءة القصر لأن النبي أقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة موافقة لأحكام التجويد .
- عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ". صحيح مسلم
نقل الإجماع على وجوب التجويد
أشار ابن الجزري في قوله:
و الأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يجود القرآن آثم
لأنــه بــه الإلـــــه أنـــــزلا *** و هكذا منه إلينا وصــلا
قال صاحب نهاية القول المفيد
قوله تعالى " وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا " المزمل 4، و الترتيل هو قراءة القرآن بتؤدة و طمأنينة و تمهل و تدبر، مع مراعاة قواعد التجويد من مد الممدود و إظهار المظهر إلى غير ذلك .
و الأمر في الآية للوجوب، كما هو الأصل في الأمر إلا أن تكون قرينة تصرف هذا الوجوب إلى الندب أو الإباحة و لا قرينة هنا، فبقي على الأصل و هو الوجوب. و لم يقتصر سبحانه و تعالى على الأمر بالفعل حتى أكده بالمصدر اهتماما به و تعظيما لشأنه و ترغيبا في ثوابه. (نهاية القول المفيد ص 7
عدم جواز تعمد اللحن:
- أن الأسانيد المتواترة التي نقلت بها قراءات القرآن عن القراء العشرة وفيها أنهم رفعوا هذا أو نصبوه أو جروه أو قرؤوه بالتاء أو بالياء إلى آخره هي نفس الأسانيد التي فيها أنهم فخموا هذا أو رققوه أو أدغموه أو مدوه إلى آخره، فمادام لا يجوز مخالفة الرواية في فتح أو ضم فلا يجوز مخالفتها في صفة النطق بالحرف وهي التجويد.
- من أحكام التجويد ما تؤدي مخالفته إلى تحريف معاني القرآن كمن قرأ مستورا بتفخيم التاء أو مسطورا بترقيق الطاء فإنه يلبس إحدى الكلمتين بالأخرى، وكذلك من فخم محذورا أو رقق محظورا، لا يمكن لعاقل أن يقول بجواز هذا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق