الأربعاء، مايو 18، 2011

حددي أهدافك



(( حددي أهدافـــك  ))



أشرق نور الصباح، وأقبل يوم جديد، مليء بالنشاط والتفاؤل. .
وتفتحت تلك الزهرة الجميلة في ذالك الصباح البهيج.. وبدأت تفكر..
وقالت:
لدي شواغل كثيرة:
أسكب الندى على ورقاتي، وأشرب من النبع الصافي، وأتنفس الهواء النقي، وأزور صديقاتي، وأستضيف الفراشات اللمعة في بيتي، وألون وردتي ، وأفتح قلبي لنحل ليحسو رحيقي، وأتدلل مع نسمات الرياح الهادئــــــــــــــة..
ولكن..
سأبدأ أولا: بتلوين زهرتي..
وظلت زهرتنا تلون وتجمل وتزين زهرتها.. تتنقل من لون إلى لون..
وانتصف النهــــــــــــار!!
خرجت وردتنا مسرعة على بساط الريح ، تسابق الطيور .. لتصل إلى صديقاتها الزهرات..
ودار الحديث وطاب !! ولكن القمر قد غاب ..
وأقبل الليـــــــــــــل !!
أين يومي؟ أين أمنياتي، وطموحاتي التي كنت عازمة على تحقيها في ذلك اليوم المشرق ؟!! ماذا عملت؟ وما ذا قدمت؟ وماذا استفدت؟!!!
في الغد بإذن الله يكون يوما مباركا وسأحقق كل ما أتمنى وأبدأ من الصباح الباكر لأنهي كل أعمالي..
وأقبل اليوم التالي، واليوم الذي بعده، وهكذا تمر الأيام تلو الأخرى..

ولم نحقق أي هدف أو أمنية ..



لأننا لم نحدد بالضبط ماذا نريد، ولماذا هذا الهدف، وما سنحصل عليه إن حققناه؟!!
لم ننظم أوقاتنا !! فأحسسنا أنه لا يوجد وقت لديننا لتحقيق الأمنيات ؟!
نحلم كثير.. ولم نسعى فعلا لتحقيق تلك الأماني ؟!
لم نخطط !! لم نحاول!!
إذا ما سنجني من تلك الأحلام الفارغة ؟
أي ثمار ننتظرها من تلك الأشجار المرتفعة بدون أغصان ولا أوراق..
**
وقفة مع زهرة حققت أعلى وأسمى الغايات والأهداف..
مع انشغالها الشديد، وصغر سنها، وقلة الأسباب من حولها..
زهرة مؤمنة تقية عفيفة طاهرة.. (( أمنا: عائشة رضي الله عنها ))
هل تعلمين غاليتي أن تلك الزهرة توفي عنها "رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهي في الثامنة عشر من عمرها!! قريبة من سنك أليس كذلك ؟!
إذا قارني بين أعمالها وأعمالك..
كانت منشغلة بزوجها "رسول الله صلى الله عليه وسلم" ومن أعظم الزوجات التي وفقت بحقوقه الواجبة عليها.
كانت منشغلة ببيتها، وترتيبه، وتنظيفه.. وغيرها من شؤون البيت، وقد قامت به على أعلى وجه.
لها أسرة عظيمة، وأصدقاء كانوا يأتون إليها في البيت يلعبون سويا، ولها ألعاب..!!
يأتيها كثير من الصحابة والصحابيات يسألون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحكام..
ثم خرجت لنا تلك الزهرة.. فكانت:
فقيهة، عالمة، زاهدة، من أكثر رواه الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل عنها: نقل عنها ربع الشريعة.. من فتاه عاشت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (( 10 )) سنوات وأقل، وتوفي عنها وهي في ((18 ))
وأنت زهرتنا الغالية.. ما هي أهدافك؟ وماذا قدمتي؟
لا تقولي : أنا صغيرة.. ليس للأهداف والإبداع .. "عمر"
لا تقولي: لا يوجد لدي وقت، غيرك أكثر منك انشغالا وحققوا الكثير والكثير
**
والآن..
كيف نحدد الأهداف ونحققها ؟
أولا: حددي ماذا تريدين
" تفوق في مادة أو دراسة، حفظ القرآن، مشروع، دورة كمبيوتر ، قراءة كتاب، كتابة مواضيع... حددي ما في بالك "
ثانيا: ابحثي عن الأسباب التي تعينك على تحقيق الهدف.
" مكان هادئ، سيارة توصلك إلى المكان المحدد، معلمة تعلمك، أو مدربة ..أو غيرها"
ثالثا: النظـــــــــــــــــــــــــــــام.
خذي مني تلك الكلمات يا غالية..
(( لا نجاح ولا تحقيق لأهداف إلا بالنظام ))
حددي وقت ثابت تمارسين فيه ذلك الهدف.
*كيف أنظم وقتي؟
مثلا لديك خمسة شواغل في اليوم "الدراسة، والواجبات، والمذاكرة، ومساعدة الوالدة، وحفظ قرآن "
حينما تستيقظي لصلاة الفجر، حددي نصف ساعة للقرآن، واتفقي مع الوالدة وقت المغرب مثلا لمساعدتها، واختاري وقت يناسبك لحل الواجبات ووقت أخر يكون عقلك مستعدا للمذاكرة..
ويوم الجمعة مثلا: لترفيهه، وتحقيق هدف واحد..
-مجرد مساعدة وأنت رتبي وقتك على حسب ما ترين.-
لا بد من النظام: فلا تجعلي اليوم يضيع كله على الواجبات تمسكين القلم وتحضرين الكتاب، ثم تقومين لعمل آخر وترجعين مرة أخرى وتكتبي قليلا ثم تقومي للأكل، وترجعي مرة أخرى... وهكذا ينتهي اليوم ولم تكملي حتى الواجبات فقط!!
*
رابعا: يكفي هدف واحد.
لا تحددي أهدافا كثيرة وتتنقلي بين هذا وذاك، ليضيع الوقت بلا فائدة
تُعجبي مقولة: "إن جريت وراء أرنبين فلن تحصل على أي واحد منها"
يكفي أرنب واحد،"ابتسامة" ثم إن أمسكناه ننتقل للآخر..
*
خامسا: نظمي أهدافك على حسب أهميتها.
الأولى ثم الذي يليه..وهكذا.. حتى لا تأخري شيء يحتاج لتقديم أو تقدمي شيء يستحق التأخير ويكون غيره أولى منه.
*
سادسا: الاستمرار.
لا بد من الاستمرار.وإن كان العمل قليلا فسيصبح كبيرا بالمداومة.
__________________
طال حديثي.. اعذروني..
تلك هي النقاط المهمة لتحديد وتحقيق الأهداف
أسأل الله تعالى أن يعينك ويحقق لك جميع أمنياتك الطيبة..
*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق