الأحد، أبريل 17، 2011

ما هو التوازن؟

ما هو التوازن؟

معنى التوازن:
التوازن هو: إعطاء كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص. أو النظرة المعتدلة للأمور بين أطراف متناقضة.
والمقصود: البعد عن طرف الإفراط والحماس الزائد والغلو والتشدد والمبالغة, كذلك البعد عن الطرف الآخر وهو التفريط والتهاون.
أهمية التوازن في الإسلام: 
- البلوغ إلى المراد بيسر وسهوله وبدون مشقة وتكلف ومن ثم الوصول إلى دار القرار. 
- الثبات على الصراط المستقيم فلا يتحقق الثبات إلا بالاعتدال والتوازن بدون إفراط ولا تفريط.
كذلك تظهر أهمية التوازن على مستوى الأمة, فضعفها يكون بسبب غلوها في جانب وتفريطها في جوانب أخرى.


 مشروعية تحقيق التوازن:
نظراً لأهمية التوازن في الإسلام لابد من تأصيل مشروعيته من الكتاب و السنة والكون، فأهم الأدلة المبينة لهذا التوازن ما يلي:
أولاً: الأدلة من الكتاب:
قال تعالى: [مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)] المائدة. وأمة مقتصدة أي: معتدلة. 
قال القرطبي يرحمه الله: الاقتصاد: الاعتدال في العمل.
كذلك بين الله سبحانه وتعالى أن سبب استخلاف هذه الأمة في الأرض كان: لتحقيقهم المبدأ الوسط الذي يعم جميع جوانب الحياة قال تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ... (143)] البقرة.
ثانياً: الأدلة من السنة النبوية:
قال النبي : ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) خ: 1/39
 قال : (هلك المتنطعون)، قالها ثلاثا.م/2670. والمتنطعون: المتعمقون، المتشددون. 
ثالثاً: التوازن قانون إلهي وناموس كوني:
لقد بينت كثير من الآيات عظمة صنع الله في الكون وأمرنا بالتدبر في مخلوقاته، ومن الآيات التي تبين وضوح قانون التوازن، قوله تعالى: [وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)] الرحمن. والعلم الحديث يبَين لنا جملة من الحقائق التي تؤكد أن الأرض سكن مثالي جداً للإنسان وفيه من التوازن العجيب ما يذهل العقول ويبهر الألباب.
قال تعالى: [لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)] يس. والمجرات كذلك فيها توازن وتناسق عجيب يحير الأذهان ويذهل العقول. 
فتلك الأدلة تتبين أن التوازن منهج رباني وأصل أصيل في الشرع فهو أمر مطلوب على مستوى الفرد والمجتمع والحياة كلها لابد من إدراكه والسعي لتحقيقه.
مجالات التوازن:
التوازن معنى واسع شامل يشمل كل أعمال الإنسان دينياً وأخلاقيا واقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً.. قال تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا..(143)] البقرة. أي: وسطاً في كل شيء متوازنين في كل قول وعمل.
كيف نحقق التوازن: 
1- العلم : العلم الصحيح من الكتاب والسنة الصحيحة. هو الطريق الأول لتحقيق التوازن. 
2- القراءة في سير الصحابة رضوان الله عليهم، لمعرفة كيف طبقوا التوازن والاعتدال في حياتهم.
3- ترك إتباع الظن والهوى: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أصل الضلال إتباع الظن والهوى. قال تعالى: [ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)] النجم.
________________________________________________

هناك تعليقان (2):